مَن ليس معي - ليس شرطاً أن يكون .. ضدّي !
شريف رستم المصريين بالخارجالاختلاف في الرأي نتيجة - طبيعية - تبعاً : لاختلاف الفهم ، وتباين العقول ، وتمايز مستويات التفكير.. ويعني افتراق الطرفين في الوسائل والغاية واحدة .. بينما الخلاف: هو افتراق طرفين في الوسائل والغايات
.. لذا فغير الطبيعي أن يكون الاختلاف في الرأي : بوابةً للخصومات ، مفتاحاً للعداوات ، شرارةً توقد نارَ القطيعة .. بل وجب أن يكون في حدود [ العقل ] ، دون أن تصل آثاره لحدود [ القلب ]لأننا ندرك - تمام الإدراك - أن الناس لابد أن يختلفوا ، ولدينا يقين أنه :
﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَل النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين ﴾ 118 هود
.. وكما يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
إن اختلافي معك يا أخي ، لا يعني أنني أكرهك ، أو أحتقر عقلك ، أو أزدري رأيك
أحبك يا أخي ، ولو بقينا الدهر كله [ مختلفين ] في الرأي .. واختلافي معك .. لا يبيح [ عرضي ] ، ولا يحل [ غيبتي ] ، ولا يجيز [ قطيعتي ] .
.. فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف :
١. إن لم تكن معي ، فلا يعني أنك ضدي، (وهذا منطق العقلاء )
٢. إن لم تكن معي ، فأنت ضدي، ( وهذا نهج الحمقى )
٣. إن لم تكن معي ، فأنت ضد الله ! ( وهذا سبيل المتطرّفين )
.. والآراء دوماً تكون :
( للعرض ) ليست ( للفرض )
و( للإعلام ) ليست ( للإلزام )
و( للتكامل ) ليس ( للتخاصم )
ختاما :
عندما نعرف كيف نختلف .. سنعرف كيف نتطوّر
اللهم ارزقنا الحلم وسعة الصدر والخلاص من التعصّب وضيق الأفق
اللهمَّ امنحني بكل ما أنقله إليكم من علم .. زيادة في العلم ، واجعل لي فيه خير لي ولمن يتناقلونه .. إنك حليم كريم .