متحف العلمين العسكري بانوراما تخلد معركة العلمين ونهاية الحرب العالمية الثانية

 تقرير: سامح طلعت

متحف العلمين الدولي في منطقة "العلمين" المصرية يروي للعابرين إلى الصحراء الكبرى، حكايات مثيرة عن تلك المعركة التي شهدتها منطقة الصحراء الغربية في مصر، قبل ما يزيد على قرن ونصف القرن من الزمان، في ما يعرف في كتب التاريخ الحديث باسم "معركة العلمين الكبرى" من جميع الدول المشاركة فى الحرب.

يطل متحف العلمين على منطقة الساحل الشمالي الغربي، ويحكي بالصوت والصورة قصة واحدة من أكبر وأعنف الحروب التي عاشتها البشرية في القرن العشرين . . تلك المعركة التي دارت وقائعها في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1942 بين قوات الحلفاء والمحور في الحرب العالمية الثانية .

ويرجع تاريخ إنشاء متحف العلمين الى أكثر من أربعين عاماً، عندما أصدر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أوامره في 16 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1965 بإنشاء متحف يحكي للعالم قصة تلك الحرب الدامية التي غيرت وجه البشرية، ولعبت دوراً كبيراً في تقسيم العالم العربي وتفتيته إلى دويلات صغيرة، ويضم المتحف عشرات من الصور الفوتوغرافية، وهياكل لعدد من المعدات العسكرية التي استخدمت في هذه الحرب، فضلاً عن نماذج حقيقية لعدد من الدبابات القديمة، ومختلف الأسلحة التي استخدمتها الجيوش المتحاربة على الأراضي المصرية في هذا الزمان .

وتكتسب منطقة العلمين أهمية استراتيجية كبرى، كانت سبباً في أن اختارها الحلفاء مطلع القرن الفائت، لتكون ساحة الحرب أثناء تقهقرهم، فقد أتاح لهم موقعها الجغرافي أن تكون خطاً دفاعياً لما تتمتع به من ظواهر طبيعية مهمة، حيث يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب منخفض القطارة .

تمكنت قوات الحلفاء بمساعدة من مصر في معركة العلمين من أن تهزم قوات المحور وتطردها خارج البلاد، وقد دفن قتلى المعركة في مقبرة "الكومنولث" التي أصبحت مزاراً سياحياً يأتي إليه المئات من دول العالم في الثالث والعشرين من أكتوبر من كل عام .

وتقع المقبرة الضخمة أمام استراحة العلمين وتضم 7367 مقبرة فرعية لقتلى من بريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا واتحاد جنوب إفريقيا، وفرنسا واليونان والهند وماليزيا، كما تضم المقبرة أسماء 11945 من الجنود الذين لم يتم العثور على أشلاء لهم، وقد كتبت أسماء بعضهم على الحيطان في مدخل المقبرة الكبيرة، التي قسمت إلى عدد من المقابر بعدد الدول التي شاركت في الحرب .

وشيدت المقبرة الألمانية في عام 1959 وتقع على مسافة ثلاثة كيلومترات غرب مدينة "العلمين"، وتطل على البحر مباشرة من فوق جبل مرتفع نسبياً، ويقول مسؤولون عن المقبرة إنها تضم أجساد 4280 جندياً وضابطاً ألمانياً لقوا حتفهم في تلك الحرب، فيما تقع المقبرة الإيطالية على مسافة كيلومترين غرب المقبرة الألمانية، وهي تعد من أجمل المقابر من حيث الفخامة وفن المعمار، إذ تضم كنيسة صغيرة ومسجداً، وقاعة للذكريات ومتحفاً صغيراً .

وتضم المقبرة الإيطالية رفات أجساد 4800 من الجنود الإيطاليين، بينما تشير لوحة في المقبرة إلى أن الصحراء والبحر قد ابتلعا أجساد نحو 38 ألفاً آخرين من الضحايا، من بينهم جنود ليبيون شاركوا في الحرب .

وكان متحف العلمين قد أغلق لسنوات قبل أن يعاد افتتاحه في الذكرى الخمسين لمعركة "العلمين" في 21 أكتوبر/ تشرين الأول من عام ،1992 بعد تطويره بالتنسيق مع الدول التي اشتركت في الحرب، ويضم المتحف بعد التطوير عدداً من القاعات منها القاعة المشتركة وقاعة مصر، فضلاً عن قاعات تحمل أسماء دول مثل "قاعة إيطاليا"، و"قاعة ألمانيا" و"قاعة إنجلترا"، والأخيرة تضم نموذجاً لعربة "فورد" صناعة أمريكية كانت قد استخدمت في الحرب العالمية الثانية، وتم العثور عليها في "بحر الرمال الأعظم.