في استراحة الجمعة "محسن طاحون" يكتب : مانقص مال من صدقة

بقلم : أ.محسن طاحون 
نحن في أيام عُسره .. من جراء هذا الوباء ..حفظنا الله وإياكم منه ومن شر الأمراض ما ظهر منها وما بطن ..وتبدلت أحوال كثير من الناس فيها .. فأعمال كثيرة توقفت .. ودخول كثيرة انقطعت .. وهناك أعباء ومسئوليات لا فرار منها ولن تنقطع. 

ووصلتني رسائل  من كثير  من الناس تدمي القلوب .. وهنا يأتي دورك أخي الإنسان .. نعم الإنسان لأن من لا يشعر بغيره لا يستحق أن ننعته بصفة الإنسانية، وقد جعل الله تعالى من نوافل الطاعات طريقاً لنيل محبته وتأييده، وزيادة في القرب منه، ومن أعظم تلك النوافل: الصدقة، وهذه بعض الوقفات معها أذكر نفسي وإخواني بها سائلاً الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. 

ونحن في أيام مباركة فلا تبخلوا بمساعدة من ترونه عزيز النفس ولكن ظروفه تحتاج الى مساعدة ودعم ويقول الرسول صلَّ الله عليه وسلم: (يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مالِي - قَالَ - وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ) رواه مسلم.

فما يأكله ابن آدم يفنى، وما يلبسه يبلى، وما يتصدق به هو فقط ما يبقىويقول الرسول صلَّ الله عليه وسلم: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلاَّ الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) رواه البخاري

والصدقة تطفئ الخطيئة، وتقي صاحبها ميتة السوء ، وهي في ظل لصاحبها يوم القيامة ، وفيها شفاء للمرضى ، وهي تعالج قسوة القلب ، والصدقة تطهر المال مما علق به من آثام ، وهكذا نجد ان المتصدق يستفيد من صدقته أكثر من الفقير.

وقد تعهد الله تعالى ورسوله بأن يخلف الصدقه المتصدقين 
إذ يقول الله عز وجل: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) سبأ/39.

وقال الرسول صلَّ الله عليه وسلم: (ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ) رواه الترمذي.

وهناك صدقات مميزة، خصّها الله عز وجل بمزيد أجر وثواب:
فصدقة السرّ أفضل من صدقة العلانية.
وصدقة القوة والسلامة أفضل من صدقة الضعف والمرض.
والصدقة على القريب يضاعف أجرها عن الصدقة على الغريب.
والصدقة في رمضان أعظم من الصدقة في غيره، والصدقة الجارية أجرها أدوم من الصدقة العاديةوالصدقة ذخيرة للشدائد 
و قد أخبرنا الرسول صلَّ الله عليه وسلم بقصة الثلاثة الذين حبسوا في الغار، ولم يستطيعوا الخروج، فطلبوا من بعضهم أن يستذكر كل واحد منهم عملاً صالحاً فعله خالصاً لوجه الله تعالى، فيسأل الله أن يفرج عنهم به، فتذكر كل واحد منهم عملاً ففرج الله عنهم.وأي عمل أعظم من صدقة سرّ تطعم بها جائعاً، أو تداوي بها مريضاً، أو تسدّ بها دين غارم، أو تدفع بها شراً عن محتاج.