علمنى قلمى!
المصريين بالخارجكتب _محمد الشاذلى
أما عن قلمى فحدث ولا حرج فمنه تعلمت وله تألمت وبكيت وبه فرحت وضحكت وإليه صرخت وغضبت.
تعلمت من قلمى ما لا أحد أستطاع أن يعلمنى إياه.
تعلمت عزة النفس وأن كسرة النفس ليست هينه.
تعلمت عظمة الكرامة وفخر الكبرياء. تعلمت أن القلم عندما يتميز بالصدق والنزاهة لا ينحنى لمخلوق بل يكتب كل حرف فى معية الخالق.
جلسنا سويا جلسنا طويلا لن يملنى فى يوم من الأيام.
شكوت له وتحدثت إليه ولم يفصح عن سرى أبداً .
أخبرته أنى أتألم ولم أتكلم فلم يبت الليل كى يثآر لى.
كتبت به الضحكة وفرحنا سويا. و رسمت به الدمعة و كان لى وفيا.
تعلمت من قلمى أن الصدق أقرب طريق إلى القلب.
تعلمت من قلمى أن الكلمات بحور نبحر بها وتعلو بنا الأمواج بين المعانى حتى نتمعن فيها ونحسن فهمها لتصل بنا لشاطئ الحياة حيث نجد عقول تقدر قيمة القلم وصدق القلم وشرف القلم.
علمنى قلمى أن أعبر عن أسوء المشاعر بأرقى أسلوب وأعذب الكلمات.
علمنى قلمى أن الحياة مهما كانت قاسية و أعتصرتنا الظروف فلابد التحلى بالصبر والأخلاق.
علمنى قلمى كيف أحب وكيف أسخر هذا القلم لمساعدة من أحب. وعلمنى أيضاً أن أكف عن الحب عندما أجده فى غير محله.
علمنى قلمى الرحمة فحين أقسو لا تطاوعنى الكلمات حتى يرق قلبى من جديد. فالكتابة تتجلى فى رقة التعبير .
لقد كان قلمى جليسى وونيسى فى أحلك الظروف.
علمنى كثرة التفكير و الإستبيان و شجاعة التراجع والإعتذار
فهو قلمى و صديقى وأقرب المقربين وأغلى الغاليين لم أتركه يوماً ولن أتخلى عنه مهما حدث وأتمنى منه أن يظل معى فى جميع خطواتى ولا يسأمنى يومًا ما.