استراتيجية إمحها يا علي
فيفى سعيد المصريين بالخارجبقلم :عبد الموجود دسوقى
قاعدة اجتماعية وسياسية وإدارية وأسرية..
" في صلح الحديبية والذي كان بين كفار قريش وبين رسول الله ﷺ حتى يدخل المسلمون البيت الحرام اختار المشركون سفيراً لهم وهو سهيل بن عمرو لعقد الصلح وبعد الاتفاق على قواعد الصلح قال ﷺ : هات اكتب بيننا وبينك كتاباً
فدعا الكاتب وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : اكتب بعد باسمك اللهم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو
فاعترض سهيل بن عمرو وقال : والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبدالله..
فقال رسول الله ﷺ لعلي :
امحها يا علي واكتب محمد بن عبدالله.
فقال علي رضي الله عنه :
والله لا أمحوها أبداً يا رسول الله .
فقال ﷺ : هاتها يا علي، فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله .
( امحها يا علي) :
هي استراتيجية النبي ﷺ للحفاظ على مؤسسة الإسلام والتي لم يستطع لحظتها كبار الصحابة رضوان الله عليهم استيعابها..
( امحها يا علي )
تجاوز عن الصغائر للحفاظ على العظائم التي كانت تنتظر الأمة ..
( امحها يا علي)
تحول بالمسار من الجدل الهادر للأوقات الثمينة إلى الإنشغال بما ينبني عليه من الأعمال القويمة ..
( امحها يا علي )
خسارة لحظية لأجل مغانم استراتيجية
( امحها ياعلي)
خطوة تكتيكية للوراء ﻷجل قفزة استراتيجية مبهرة للأمام ..
( امحها يا علي )
فتح بها نبيكم مكة ..
( امحها يا علي)
تلك استراتيجية نبيكم مع كفار قريش
فما بالكم مع صحبه ومع من شاطره الهدف والهم والحزن والغم ..
( امحها يا علي)
تحتاج إلى نفسيات لا تصيبها نشوة السلطة والقوة أو نشوة القدرة على الابتزاز ..
( امحها يا علي )
تتطلب شجاعة المسامحة من جهة وشجاعة الاعتذار من جهة أخرى ..
( امحها يا علي )
ما أحوج أبناء اﻷمة اﻻسلامية لترجمتها، وما أجملها من استراتيجية نبوية .....