اثر وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والأسرة

 
د / مني داوود تكتب

 أثناء لقائي التليفزيوني علي النايل فاميلي برنامج سكر هانم  تقديم ا/مروه الشافعي وكان الحديث كالتالي 
انعم الله علينا في العصر الحاضر بوسائل التواصل الحديثة التي سهلت لنا نقل
المعلومات والتواصل بين الناس فقربت البعيد وقصرت المسافات  بذلك من لوازم الحياة، يتقنها الكبير والصغير والغني والفقير حتى باتت للإنسان
وان موضوع وسائل التواصل الحديثة واثرها علي الاسره والمجتمع من أهم القضايا الاجتماعية المعاصرة وخاصة بعد التطور التكنولوجي العلمي الكبير في هذا المجال والانتشار الواسع للتعامل بهذه الوسائل وخاصة لدى شريحة الشباب وأثرها الكبير على الأسرة 
التواصل الاجتماعي أساس اي تنظيم اجتماعي في الاتصال امر لا غنى عنه في اي تفاعل اجتماعي وان عمليه التواصل الاجتماعي من العمليات الهامه والاساسيه في الحياة من مختلف جوانبها الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه والثقافيه والمهنية والتعليمية والطبية والإعلام والدعاية وممارسة الحياة بوجه عام والتي لا يمكن ان تمارس او تحقق أهدافها دون عمليه التواصل الاجتماعي 
والتواصل هو عبارة عن تبادل معلومات او أفكار بين شخص او اكثر 
المكونات الأساسية لهذا التعريف هو حدوث تبادل علي أن يتم بين شخص او اكثر والتواصل الاجتماعي عملية ديناميكية ذات اتجاهين ارسال واستقبال 
الوظيفة التي من أجلها أطلقت  خدمة التواصل الاجتماعي
 هي تقريب المسافات وخلق تواصل اجتماعي بين المستخدمين، ومن هنا جاءت تسميتها. إلا أن تلك الوسائل ما زال لها دور سلبي كبير على الأواصر الاجتماعية، وانعكاسات كبيرة على الأسرة دور رئيس في التفكك الأسري وفي نقل عادات وسلوكيات خاطئة، خاصة لمستخدميها من الصغار.

التفكك الأسري والانفلات الذي يعاني منه بعض الشباب والتقليد الخاطئ والأعمى وتمرد الأبناء على دور الأسرة وتمرد الفتيات على الرقابة الأسرية كلها تأثيرات يستمدها الشباب من هذه الوسائل التي تظهر التمرد وكأنه شجاعة والتقليد بأنه براعة ومهارة، وتظهر القيم الأصيلة وكأنها تأخر ورجعية.

فتلك الوسائل تملك من التأثير الشيء الكثير، ولهذا فهي متهمة بأنها سبب في ذلك الانفلات الذي يعاني منه الشباب. فهي لا تعزز القيم الأسرية، بل تظهرها وكأنها قيم سلبية وتربط الشباب بمفاهيم وقيم موجودة فقط في العالم الافتراضي، كما تشجع الشباب على التقليد الأعمى خاصة عندما تقدم لهم نماذج من الأبطال الخارقين أو الافتراضيين وتجعل منهم أبطالاً حقيقيين.

من جهة أخرى، فقد اخترقت تلك الوسائل الخصوصية الأسرية إلى حد كبير، فهي تؤثر في علاقات الصداقات وتضيّع وقت الكثيرين. فانكفاء الأبناء في البيت الواحد كل على جهازه وانعزاله عن أقرانه هو دليل على التأثير السلبي لتلك التقنيات. كما أن تلك الوسائل هي أداة لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة التي غالباً ما يعاد تداولها.

توجد دوافع عديدة تجعل الفرد يلجأ إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة او ينشئ حسابا واحدا له على الاقل في كل مواقع التواصل الاجتماعي وفيما يلي أهم العوامل التي تدفع الأفراد للاشتراك في هذه المواقع:
١)المشاكل الاسرية:
تشكل الأسرة مكان الحماية والاستقرار لأفرادها وفي حالة وجود مشاكل بين أفراد الأسرة مما يجعل الشخص يبحث عن البديل لذلك مما يدفعه إلى اللجوء الي مجتمعه الافتراضي واصدقاءه الافتراضيين عسى ان يجد عندهم ما لم يجده في أسرته 
٢)الفراغ :
سوء استغلال الفرد لوقته  يدفعه إلى استغلال وقت فراغه بالتواصل مع غيره عبر رسائل التواصل الاجتماعي المتعددة في تطبيقاتها فتصبح وسيلة لتضييع الوقت بالتواصل الصوتي والمكتوب او الصور وغيرها من التطبيقات التي توفرها هذه الوسائل الحديثة 
٣)البطالة
٤)التسويق او البحث عن وظائف:
٥)توسيع المعارف والاصدقاء 

ولان بيوتنا هي عوالمنا الخاصة أنفاسنا سكانها  ومشاعرنا نبض البيوت فاذا كان الزوج هو عمود المنزل فالزوجة هي السقف والحيطان

فقد أثرت وسائل التواصل الاجتماعي بحضورها المكثف والمتاح على مدى ونوعية التواصل الذي يتم في نطاق الأسرة مما ألقى بظلاله على بعض وظائف الأسرة ومن أهمها الوظيفة النفسية والتربوية 
فقد نجحت وسائل التواصل الاجتماعي بعزل دور الأسرة جزئيا في بناء شخصية سليمة لأبنائها  كما انها حدت من دور آليات التنشئة الأسرية في غرس المقومات الصحيحة للتنشئه

كما عملت علي فتور العلاقة الزوجية :
فكم من بيت سعيدا مليئا بالدفا والحنان دمرته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في استخدام الفيسبوك والتويتر والانستجرام والانشغال بهذه المواقع يسبب غيره الزوجين بل يخلق نوعا من الشك والمشاكل بينهما وعدم الاهتمام بالبيت وإهمال شؤون المنزل والاسره فالزوج يجلس بجوار زوجته من دون أن يعيرها اي اهتمام فكلا الزوجين يتعامل مع وسائل التواصل الحديثة ويسعر بالساعات يتحدث ويتعامل مع عالمه دون اكتراث بالآخر فتكون النتيجة دخول الشك لدى كل طرف بالآخر وهو ما كان في غني عنه   في تتفاقم المشاكل بينهما وقد تؤدي الى الطلاق احيانا خاصة في إثر اكتشاف أحد الزوجين خيانته للاخر 
المفيد تعيين فواصل وأيام بدون الانترنت، يساعدك ذلك بشكل تدريجي على التعامل مع الانترنت بشكل مستقل ويزيد من قدرتك على السيطرة عليه وعدم الادمان.

تلك الخطوات في العلاج ستصبح ايجابية وعميقة الأثر في حال القناعة الداخلية للفرد بضرورة التخلص من إدمان المواقع الاجتماعية والتأكيد الداخلي والذاتي بنفس المدمن أن علاج إدمان مواقع التواصل الاجتماعي غاية إن تم إدراكها تغيرت الحياة إلى الأفضل.

يمكن اتباع بعض الطرق التي من شأنها الحدّ من السلبيات الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي بتقنين ما يقضيه الأفراد عليها من وقت، ويكون ذلك باتّباع ما يأتي 
١)زيادة التركيز على الواجبات الشخصية: يمكن تقليل عدد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية المُثبّتة على الجهاز إلى الشبكات التي تكون أكثر صلة بالعمل والحياة الشخصية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل عدد الساعات التي يقضيها الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز بشكل أكبر على الواجبات اليومية الأخرى الأكثر أهمية. 
٢)استخدام أسلوب الفلترة من وقتٍ إلى آخر: يوجد في بعض الأحيان أسباب مُلحّة للتواصل مع شخص ما في العالم الافتراضي، أمّا وجود أشخاص لا يوجد بينهم أيّ معرفة على الواقع قد يُثيرالقلق، ممّا يعني أنّه من المهم القيام بحذف الأشخاص غير معروفين على وسائل التواصل؛ وذلك لتفادي ضياع الوقت، وخطر اختراق الخصوصية وغيرها من المشاكل. 
٣)وضع خطة: إنّ وضع خطة يُخصَص فيها وقت محدد لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب ما تبقّى من نشاطات أخرى، والالتزام بها يُعدّ سبيلاً إلى التخلص من قضاء وقت زائد على هذه المواقع.
٤)] تطوير هوايات جديدة: يقضي الأفراد أوقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي أحياناً هروباً من الفراغ، مما يعني أنّ تعلُّم مهارات جديدة مثل: الرقص، أو الرسم، أو القراءة، أو الكتابة، أو الموسيقى سيفيد الشخص في قضاء وقت أقل في تصفّح هذه المواقع عبر إشغال أوقاتهم في هذه الهوايات.] ٥)تبنِّي نمط حياة صحي: يعمل تبنِّي أساليب حياة صحية مثل: الانضمام إلى نادي رياضي، والاهتمام بنظام غذائي صحي على تغيير عادات الشخص تلقائياً حيث يكون قضاء وقت كبير على شبكة الإنترنت واحدة منها.