الشهيد مقدم بحري أحمد شاكر حسين قائد المدمرة دمياط 31 اكتوبر 1956
تقرير سامح طلعت المصريين بالخارجالبطل الذى رفع له اعدائة القبعة
لقد شاهد رجال البارجة البريطانية ما حدث امام اعينهم ، فتوقف قصف المدافع ورفع الكابتن هامليتون قبعته ثم وضعها على راسة مرة اخرى واصدر اوامرة بالميكرفون الى ان تطلق البارجة جميع صفاراتها وان يقف الجميع دقيقة صمت تحية لبطل شجاع حافظ على الشرف العسكرى البحرى .
اكتشفت بعد ذلك ان الكابتن هامليتون كان مدرسا للصاغ محمد شاكر حسين خلال دورات التدريب فى انجلترا وكان يعرفة شخصيا ، ونشات بينهما علاقة تقدير واحترام وصلت الى حد الصداقة وقد علم هامليتون بهوية قائدها بعد اكتشافة للفرقاطة المصرية ...
وان هامليتون قد افصح فيما بعد لضابط البارجة بانة قد فقد صديق شجاع كان يكن لة كل الاحترام و التقدير و لكن هكذا هي الحرب و السياسة
حديثنا اليوم عن شهيد ضرب به المثل، كان رمزاً للفداء والتضحية، وشرف العسكرية المصرية، وشهد لبسالته العدو قبل الصديق ، شهد العديد من الجولات منها حرب فلسطين وهو مازال طالبا في الكلية البحرية، وشرف أيضا بالمشاركة في الجولة الثانية للصراع العربي الإسرائيلي، وهى عمليات حرب السويس 1956م، الذي استشهد وهو يدافع عن مصر، ولم يستسلم ولكنه فضل الشهادة بشرف عن الحياة في ذل وانكسار الذي لم يتسرب إلى قلبه قط، هذا هو الشهيد مقدم بحري أحمد شاكر حسين، بطل السفينة دمياط.
ولد في الخامس من يوليو سنة 1928م بمحافظة بني سويف
حصل بتفوق على بكالوريوس العلوم العسكرية البحرية في 12ديسمبر 1948م
لا شك أن عملية الفرقاطة المصرية دمياط ضد الطراد البريطاني نيوفوندلاند وبصحبته سفن حراسة من مدمرات تعتبر من أهم العمليات البحرية التي تتسم بالجرأة والشجاعة المتناهية من قبل قائد الفرقاطة المصرية المرحوم شاكر حسين وأفراد طاقمها البواسل .
كانت القوات البحرية المصرية تمارس مهامها في السيطرة على الملاحة البحرية في منطقه شرم الشيخ وداخل خليج العقبة حيث كانت القوات البحرية المصرية تحتفظ بتواجد بحري مستمر في هذه المنطقة وفى ليلة 31 أكتوبر 1956 كانت الفرقاطة دمياط مبحرة شمالا في خليج السويس في طريقها لاستلام مهام الحراسة في المنطقة من الفرقاطة رشيد التي كانت موجودة بالخدمة في شرم الشيخ وقد فوجئت الفرقاطة دمياط باقتراب الطراد البريطاني نيوفوندلاند منها و محاصرتها بواسطة مدمرات الحراسة التي كانت برفقة الطراد .
علما بان الطراد البريطاني كان يحمل تسليحا أساسيا يتكون من 9 مدافع عيار 6 بوصه بالاضافه إلى التسليح الثانوي من الأعيرة الأصغر والتسليح المضاد للطائرات قريب المدى .
مع العلم بان الفرقاطة دمياط كانت مسلحة بمدفع واحد عيار 4 بوصة وعدد قليل من المدفعيات المضادة للطائرات قريبة المدى
وبمعنى آخر لم يكن هناك وجه للمقارنة بين القدرات القتالية للوحدتين وبالرغم من هذه الظروف الصعبة بل المستحيلة كان تصرف قائد الفرقاطة المصرية يتسم بدرجة فائقة من الشجاعة والتحدي إذ انه وبمجرد تسلم إشارة الطارد البريطاني تأمره بالتوقف الفوري قرر و فورا الدخول فى المعركة والاشتباك مع الطراد البريطاني بكل ما لديه من أسلحة وقرر زيادة السرعة إلى أقصاها محولا سير سفينته للارتطام بالطراد البريطاني وهكذا اقتربت الفرقاطه دمياط والنيران تنبثق من جميع أسلحتها إلى أن أصيبت عدة مرات بالطلقات عيار 6 بوصة وكانت نتيجة هذه المعركة يحتذي بها في الشجاعة والتصميم وبالرغم من ان الفرقاطة دمياط أخذت تغرق إلا أن مدافعها استمرت فى إطلاق النار حتى غمرتها مياه البحر أما الرائد شاكر حسين فقد صمم على عدم ترك السفينة وبقي فى موقعه على الممشى إلى أن استشهد وهو يؤدى التحية العسكرية لعلم مصر
قال قائد الطراد البريطاني ” نيوفوندلاند”: بعد المعركة
“لقد كان قائد دمياط أشجع قائد عرفته البحارة”
لقد اختار مثلاً أعلى للبطولة والفداء والتضحية.
كرمتة الدولة عقب وفاته مباشرة، إذ أطلقت اسمه على إحدى القاعات بالكلية البحرية، وذكره الرئيس جمال عبدالناصر في خطبه كثيراً، وبعد الانتصار على إسرائيل في معركة شدوان في 22يناير 1970م، أطلق اسمه على جزيرة شدوان التي حدثت معركته بالقرب منها.