الفدائي محمود طه ”بطل الاستنزاف والنصر”
الفدائى محمود طه، أحد أبطال المقاومة الشعبية بالسويس، وعضو منظمة سيناء، يروى بعضا من تفاصيل العمليات التى شارك فيها فى حرب الاستنزاف التى كبدت العدو خسائر شديدة، ووقائع الدفاع عن محافظة السويس، أثناء حرب أكتوبر.
من حوراتة الصحفية قبل رحيله :-
البداية كانت مع الشهيدين إبراهيم سليمان
وأشرف عبدالدايم، وأحمد عطيفى وغيرهم من الفدائيين الذين رفضوا الاحتلال وأعلنوا تضحيتهم بدمائهم فى سبيل عودة الحرية للوطن وتم تشكيل المقاومة الشعبية، ثم قرر أحد قيادات الجيش تأسيس ما يسمى بمنظمة سيناء، وانضممنا لها وكنا نتدرب على حمل السلاح وتدريبات لعبور قناة السويس فى عمليات فدائية خلف خطوط العدو الذى ألحقنا به أكبر خسائر وجعلناه يدفع ثمن احتلال سيناء غاليا خلال حرب الاستنزاف، ولم نجعل له قاعدة بحرية ولا مطار ولا مواقع بها كمية تسليح عالية إلا ضربناها».
«عبرنا القناة بعد حرب 67 لضرب القائد العسكرى الإسرائيلى موشيه ديان، وكان جهاز الاستخبارات المصرية قد نقل تحركاته وعرفنا أنه بمدينة أبوزنيمة فى ذات التوقيت كان الجيش الإسرائيلى قد تلقى قرارا بضرب قطعتين بحريتين تابعتين لمصر يقومان بحماية البحر الأحمر وعندما علمنا ذلك دخلنا فى اشتباكات مع العدو وألحقنا به خسائر، حيث أسقطنا طائرتين بالمدافع وتمكنا من أسر قائد السرب الذى هبط بمظلة بعد تحطيم طائرته واسمه نسيم هارون الذى سقط فى مياه البحر الأحمر جنوب السويس بـ50 كيلو مترا وجدنا معه خريطة لسيناء ومنطقة البحر الأحمر والسويس والمواقع المختلفة، والتى كانوا يستعدون لضربها وأجهضناها جميعا، فى هذه الأثناء أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة حين ذاك الرئيس جمال عبدالناصر بإرسال قوات لإنقاذنا والعودة بنا إلى السويس عبر مياه البحر الأحمر كنا 18 فدائيا فى المجموعة عدنا جميعا دون أى خسائر».
شاركت في عملية «وضح النهار»، التى هزت العالم لأن العدو وقتها كان يقول «إن الجيش الإسرائيلى لا يقهر»، فيما تمكنت مجموعة صغيرة من الفدائيين كان واحدا منهم من منظمة سيناء من العبور فجر 8 نوفمبر 1968، وتابع: «دخلنا فى مواجهة بالسلاح الأبيض وجها لوجه فى وضح النهار ودمرنا مدرعتين ودبابة وقتلنا جنوداً إسرائيليين وأسرنا أحدهم بسلاح المهندسين وكنت أمسكه بيدى وتمكنت قوات الجيش المصرى التى كانت تقوم بعمل غطاء للعملية بإسقاط طائرتين إسرائيليتين خرجت للبحث عنا لقصفنا وأثبتت هذه العملية أن الجيش الإسرائيلى ضعيف
فى 6 أكتوبر 1973 رأينا سيارات الجيش تحمل القوات وتتجه ناحية القناة والجميع يردد «الله أكبر» فى صوت قوى يهز المدينة وخرجنا من مسجد الشهداء أنا والشهيد إبراهيم سليمان فوجدنا أحد سيارات الناقلة للقوات فصعدنا عليها إلا أن الشرطة العسكرية أنزلتنا وأكدوا لنا أن دورنا فى السويس، ولم يكن ساعتها أى معارك بالمحافظة ولا إسرائيلى واحد بها وقررنا أن نذهب إلى مستشفى السويس العام لمساعدة المصابين
كنت شاهد علي استشهاد العميد البطل أحمد حمدي
بطل سلاح المهندسين
حيث أتى الجنود بالشهيد على سيارة جيش إلى مستشفى السويس العام أخذته منهم ومعى الشهيد إبراهيم سليمان وقمنا بتكفينه وأثناء ذلك قبله (سليمان) واحتضنه وأخذ حزامه الميرى (الآيش) وألبس الشهيد الحزام الخاص به وعندما استفسرت عن سبب هذا الفعل قال: (حتى تكون لى بشارة الشهادة مثله)، كفناه بكامل ملابسه العسكرية وأعطيناه للجنود ثانيا لدفنه».
اما عن المقاومة الشعبية بمدينة السويس
جاء الينا النقيب عبدالرحمن غنيمة و أخبرنا أن الجيش الإسرائيلى زاحف إلى السويس، وأنه موجود الآن بمنطقة الجناين ويقترب من المثلث لدخول المدينة وجدنا بعدها حشود الأهالى بالجناين وقمنا كمقاومة شعبية بنقل العجائز والنساء والأطفال إلى خارج المدينة ومساعدتهم على الخروج منها بتوفير مواصلات لهم لنتمكن من مواجهة العدو دون إلحاق خسائر فى صفوف المواطنين، ودخلت 3 لواءات بقيادة شارون من المثلث لكنهم واجهوا حرب شرسة من المقاومة الشعبية التى تصدت لهم، وكانوا يظنون أن السويس مدينة صغيرة ستسقط فى قبضتهم بسهولة بعدما شعروا أنها خالية من أهلها لكن كبدناهم خسائر جعلناهم يهربون، وضربت مدرعة شارون فقفز هاربا منها وصعد على سيارة جيب مع رائد آخر وضربناها فانقلبت وفرا هاربين، وأثبتنا للعالم أن السويس مقبرة الإسرائيليين الذين أطلقوا على محافظتنا «مدينة الأشباح».
انتقل الي رحمة الله في يوم 22 يونيو 2019
