رامي علم الدين يكتب ..خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ
صراعات الحياة، بين الخير والشر التي لا تنتهي، مصطلحاً يُستخدم للإشارة إلى إختلاف في القيم والمبادئ التي يتبناها الأفراد والمجتمعات بناءً على حالتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتأثير البيئة المحيطة، هذا التعبير قد يُفسر بعدة طرق في شخصيات وطبائع البشر، دائما هناك صراع داخلي بين الخير والشر الإنساني، شعور أبدى فطرى، يولد مع الإنسان، حقيقة الخيروالشر، وهل الإنسان مخير أم مسير؟
وماهي جدوى التمسك بالفطرة السليمة والاعتدال في الحياة؟
إن غاية ما يجب يتمسك به الإنسان الرشيد هو الاعتدال، وتدبر أموره الدنيا بعقلانية، تشير الإنسان الحر إلى القيم والمبادئ التي يتمتع بها أولئك الذين يتمتعون بالحرية الشخصية والاقتصادية والثقافية، يتضمن ذلك القدرة على اتخاذ القرارات بحرية والعمل بناءً على مبادئ العدالة والكرامة والمسؤولية الشخصية، وكسب الذات، العمل علي تطوير النفس، تقديم النصح والإرشاد للآخرين ، التحلي بروح التعاون، الود، المحبة، إنكار الذات، ومساعدة الآخرين دائما، العمل علي تحسين الواقع والجانب الشخصي، نشر ثقافة التعاون، بينما الشخص خلق المستعبد فهو يشير إلى القيم والمبادئ التي قد تنتج عن ظروف الاستعباد أو القيود الاجتماعية والاقتصادية القاسية،عدم قدرته علي تقرير مصيره، دائما يشار له بالضعف، والوهن، وعدم تحمل المسؤولية، عاجز نفسيا عن تحمل عبء الحياة، يمكن أن تشمل هذه القيم الامتثال للسلطة دون تحدي، والخضوع للقيم الجماعية بدون تفكير نقدي، وفقدان الثقة بالذات والانعزال الاجتماعي، الصمت احيانا والهروب من المواجهة.
الأحرار يؤمنون بمن معه الحق، والعبيد يؤمنون بمن معه القوة، فلا تتعجب من دفاع الأحرار عن الضحية ودفاع العبيد عن الجلاد، مقولة صادفها الصدق، هذه المفاهيم تعتمد على السياق الثقافي والاجتماعي والتاريخي، ولا تعبر بالضرورة عن حالات فردية أو مجتمعات معينة بشكل دقيق، ولكنها توفر إطارًا لفهم كيفية تأثير البيئة والظروف على القيم والسلوكيات الإنسانية، فلاشك ان البيئة المحيطة لها تأثير بالغ علي طبيعة السلوك الإنساني، ومدى قدرة الإنسان عن استيعاب وتقبل الآخرين، ومدى قدرته علي تحمل عواقب ومصاعب الحياة، اننا اليوم ونحن علي اعقاب الثورة التكنولوجية الحديثة، والانفتاح، وعصر الانفتاح، اقتحام السوشيال ميديا حياتنا حتي باتت اهم عنصر في حياتنا الآن، وتخللت في مجالات الحياة بشتى ومختلف نواحيها، لا ملاذ لصلاح الإنسان وعودته إلي فطرته ورشده إلا التمسك بالعادات والسلوك الحميدة والاعتدال في شتي مناحي الحياة الإنسانية.
