رامي علم الدين يكتب.. الطموح القاتل
رامى علم الدين المصريين بالخارجالطموح شعور يولد بالفطرة لأشخاص متميزون، أوجد الله فيهم فكرة الاجتهاد، التمرد علي الواقع، الرغبة في الأفضل، والسعي الدائم لتغيير واقعهم وحياتهم للأحسن ، الطموح فكرة لا ترتبط بمستوى إجتماعي معين، أو سن، أو جنس، أو طائفة، أو نوع بشرى، هي شعور داخلي ورغبة خفية في النهوض وتحقيق الأفضل دائما، التمرد المستمر، شعور بعدم الرضا بالذات هو من يدفعك نحو العمل والاجتهاد لتحقيق ما تصبو إليه ، صراع داخلي دائم ومستمر من أجل إنجاز كبير يحقق لك الفخر والسعادة الدائمة في حياتك.
لا يمكن تنمية القدرة على الحياة من دون تنمية القدرة على التفكير، والطموح العاقل المتزن نحو تحقيق الهدف بعقلانية لا باندفاع يؤثر علي ثبات حياتك واستقرارها، القدرة على التفكير هي فعلاً أساس القدرة على الحياة، والنجاح المستحق، التأقلم مع الظروف والأجواء المحيطة، أنا أفكر أنا موجود، فالحياة ليست مجرد وجود سلبي، بل هي تجربة غنية تتطلب التفاعل مع البيئة وفهم الذات والآخرين، والتفاعل الدائم مع البيئة المحيطة من أجل تحقيق الهدف الأسمي، الارتقاء بمستوى المعيشة والحياة، والتفكير هو ما يمكّننا من تحليل المواقف واتخاذ القرارات وحل المشكلات والارتقاء بأنفسنا وبأوطاننا.
التفكير، العقلاني والموضوعي، ليس ترفاً، بل هو ضرورة للبقاء في عالم معقد ومتغير، وظروف حياتية صعبة فرضتها الأوضاع المحيطة، سياسية، اجتماعية، دينية، أما تقبل كل ما يردنا من أفكار كما هي، دون إعمال العقل فيها ومحاكمتها ونقدها، فيعني أننا سنبقى أسرى للقديم والبالي، وسنراوح في مكاننا دون أن نتقدم خطوة إلى الأمام، فكرة الطموح العشوائي دون آلية وخطة واضحة تحافظ علي استقرار حياة الشخص، وبيئته، وتحفظ له ما تم البناء عليه، ستقوده حتما للهلاك، التفكير هو السبيل الأول وربما الأوحد لكي نتمكن من عيش حياةٍ مُجزية وذات معنى على مختلف الصعد.
فلا تدع الطموح يقودك للكبر، والانسلاخ من واقعك، ولا تفرح بما حققت أي كان حج النجاح ، أول طريق الانهيار، جحودك علي بيئتك، وهروبك من موطنك الأصلي ، وأن تتبرأ من مجتمعك، وتحاول الهروب من ماضيك بكل جوانبه، تفاصيله، حكايته، السعيدة والمألمة، وأعلم أن الطموح حق لكل إنسان، حق مشروع لا جدال فيه، حق لا ينازعك عليه أحد من العالمين، إنما لابد أن تدرك متي وكيف وأين ومتي ؟ احذروا الطموح القاتل.