”“المسئولية والحياة”“..بقلم م اشرف الكرم
م.اشرف الكرم المصريين بالخارجكثيرًا ما نقع في منزلق الاهتمام بشيئين أو ثلاثة بحياتنا، ونعتبر أننا نقيم بهم الحياة، فمثلًا نهتم بعملٍ مهني أو احتياجات الأسرة أو الزيارات الاجتماعية، وإلى ما غير ذلك، ونعتبر اننا نعيش بها الحياة، أو أن تلك المسئوليات هي الحياة،
لكن في الحقيقة، أن كل هذه الأنشطة والأعمال هي مسئوليات في الحياة وليست ذات الحياة.
فالحياة مليئة بالفعاليات الضرورية لكل منا، تمثل احتياجًا خاصًا لكل منا، وقد تمتد لأن تكون نفعًا للغير أيضًا، رغم أنها ليست من مسئولياتنا الروتينية المباشرة، التي إعتدنا على أن نؤديها بشكل اعتيادي.
وأعتقد بأن الذي يفتقد تلك الأمور الأخرى والبعيدة عن المسئوليات المباشرة، يفتقد لأشياء مهمة في حياته، مهمة جدًا لذات الإنسان، وهي صحة نفسية وحياتية، تتوق النفس لأن تمارسها على الدوام وبشكل مستمر.
فهناك من يهوى قراءة الروايات، أو الحوار مع الأصدقاء في منصات التواصل، وعند البعض حب السفر والرحلات، وهناك من يسعد بسماع الموسيقى أو عزفها، وللسباحة والغوص محبيها، أما الرياضة فحدث ولا حرج حيث يحتاجها الجميع وليست فقط مجرد هواية، إلى ما غير ذلك من أنواع الاحتياجات، التي تؤدي إلى الاستمتاع الذاتي الذي ليس ضمن دائرة المسئوليات، وعلى كل منا أن يكتشف هواياته الذاتية بنفسه، حيث أننا نفتقد لمن يكتشفها لنا في الصِغر.
ويحول بين الإنسان وتلك الاحتياجات الدفع الذاتي الذي بداخله نحو تحقيق النجاح المهني أو الاجتماعي أو غيره، لذا يجب أن ننتبه إلى ذلك جيدًا في مسيرة العيش بين دروب الحياة.
وفي الحقيقة، إذا لم تكن للإنسان هوايات يمارسها تكون خارج مسئولياته المباشرة في الحياة، وإذا لم يُضِف شيئًا لمن هم حوله في الحياة، وإذا لم يُسعِد الإنسان نفسه ويُسعِد غيره ممَن هم ليسوا في دائرة مسئوليته في الحياة، ويكون كل ذلك لوجه الله،،
فإن هذا الإنسان يكون وبصدق، ليس على قيد الحياة.