رامي علم الدين يكتب.. ”كي لاتخذل”
رامى علم الدين المصريين بالخارج"الخذلان" إحساس لحظي يرافقني أينما إرتحلت، تتعدد نسخه وسيناريهاته بتغير المواقف، والمكان، والزمان، والأحداث، والأشخاص ومدي قربهم وبعدهم من دائرة حياتك ، والسؤال دائما الذى يراودني لماذا كل من نحبهم بصدق وأقرب الناس إلينا يخذلونا دائما دون سابق إنزار "الخذالة الأتوماتيك" ويديروا ببراعة وحنكة أقوى برامج اللف والدوران والعصر التجفيف، دون خجل، وبكل وقاحة فاضحة، عندما يقع الخذلان من جميع الأطراف فاعلم أنها فتنة وأن الله تعالى يمحصك ويعلمك، تعلمت كيف يبتلي الله المؤمنين بالنوازل ليرفع درجاتهم (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وعلمت أن إيذاءهم لي فتنة، وأنه كان لحكمة، وأن الله مسبب الأسباب قد جعلهم أسبابا لمضرتي حتى أقبل، ودعوت ربي ألا أكون أبدا سببا لمضرة أحد.
أشد أنواع "الخذلان" أن يخذلك الشخص الذي طالما حكيت له عن خذلان الآخرين لك، نتعرض في حياتنا اليومية إلى الكثير من مواقف الخذلان ، والتي تجعلنا في أسوأ حالاتنا النفسية، وقد تؤثر علينا حتماً في حياتنا العملية، وللأسف قد يكون مصدر ذلك الإحباط أحد أقرب الناس إلينا سواء الأب أو الأم أو الإخوة أو أعز الأصدقاء، مع عدم إغفال أعداء النجاح والحقودين وضعاف الشخصية وغيرهم، لا شك أننا نتحمل جزء كبير من الخطأ لدينا نحن ، هما بيتعاملوا بطريقتهم عادي (دا طبعهم)، ومش بيضحوا علشانا لعمل أي تغييرات ولو بسيطة في اللايف ستايل الخاص بحياتهم، والأزمة أننا بنحط توقعات عالية، أخطرها أن إللي قدامي شبهي، فاهمني، عارفني، حاسس بي، ومشاعره هتكون مشاعري، وتعامله تعاملي، فنستيقظ دون سابق إنزار علي "الخذلان".
أن يخذلك شخصٌ ما ، هذا ليس اختيارك، لكن أن تتألم بسبب خذلانه لك هذا اختيارك، قد يكون الأمر صعباً ، صحيح ، لكن هناك أناس اختاروا أن لايتألموا ونجحوا في ذلك .. تفكيرهم : (لن أحرق نفسي بسبب شخص لايستحق)، وهذه خلاصة الدروس التي تعلمتها من تجربتي السابقة:
عندما يكثر الخذلان فقد آن أوان ان تسلم بين يدي الله تعالى، وعندما يعرض عنك كل الخلائق فهذا وقتك للإقبال على الله والتذلل بين يديه، وعندما يزدحم رأسك بالتساؤلات العاصفة حول ما حدث ولما حدث وحول من فعلوه ولم فعلوه ولماذا أنت ولماذا هم وغيرها من مئات التساؤلات الحائرة فقد آن الأوان للجوء إلى نبع الحكمة النابض بالأمان والانتهال النهم من معين القرآن الكريم بلا ترو ولا توان .
نصيحتي لك ألا تعاتب ولا تنظر خلفك، فقط ابتعد وانشغل بنفسك وبعباداتك، بعملك، وأولادك إن كان لديك أسرة، ودع الوقت يمضي ويعالج كل شيء، فحتما ستاتيك الحقيقة واضحة دون بحث أو عناء، لتدرك وقتها كم لله من لطف خفي، فخاء الخذلان تبدأ بخاء خطأ خطير يؤدي خلسة إلى خاء خليط من خسارة، وخفوت، وخذي، وخوف، وخيبة، وخصام، وخديعة، وخيانة، وهذا يجعل الحياة بلا شك مليئة بخاء في خاء، عمومًا الأمل في خاء، خطوةخجولة، وخطة خفية تخيط خيوط الخير قبل خواء وخطف الخريف.
إلي أن ينتهي الخذلان يبقي دائما الأمل في حياة بدون خزلان.