الرئيس السيسي: لا سبيل أفضل من الاتحاد لمواجهة التهديدات التي تعصف بمنطقتنا
خالد الخليصى المصريين بالخارجأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر لم ولن تألو أي جهد في مساعدة أشقائها على الوصول ببلادهم إلى بر الأمان.. مشددا على مبدأ المسئولية في مواجهة التهديدات في إطار العمل العربي تحت مظلة المنتدى العربي الاستخباري.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي عبر الفيديو كونفرانس لرؤساء أجهزة المنتدي العربي الاستخباري الذي يعقد حاليا بالقاهرة.
وقال الرئيس إن المنتدى يبعث برسالة للمجتمع الدولي تؤكد على اتحاد أجهزتنا ومؤسساتنا لتنسيق الرؤى وتوحيد المفاهيم إزاء المخاطر المختلفة خاصة في ظل ما عكسه الواقع وأثبته التاريخ بمنطقتنا حيث أنه لا سبيل أفضل من الاتحاد لمواجهة التهديدات التي تعصف بمنطقتنا.
ورحب الرئيس السيسي برؤساء أجهزة المنتدي العربي الاستخباري - الذي يعقد حاليا بالقاهرة - في بلدهم الثاني مصر الذي يحظى دائما بتواجدهم أخوة أعزاء على قلوبنا ورفقاء درب في مسيرة بلادنا نحو الأمن والاستقرار في خضم تقلبات وأحداث تموج بها منطقتنا العربية، منذ أكثر من عقد من الزمان.
وأضاف الرئيس السيسي "كما أتوجه لكم جميعا بجزيل الشكر والتقدير على مجهوداتكم بالدفع بآفاق التعاون بين الأجهزة الشقيقة، وإثراء أعمال المنتدي العربي الاستخباري منذ تدشينه، باعتباره محفلا فريدا من نوعه بمنطقتنا يعزز من التعاون العربي المشترك في المجالات الأمنية والمعلوماتية وهو ما تجسد من خلال المبادرات التي أطلقها أعضاء المنتدى خلال العام الجاري للعمل الأمني المشترك وتبادل التقيمات في إطار من الشفافية الكاملة حول مصادر التهديدات المحيطة بمنطقتنا.
وأكد الرئيس السيسي الثقة المطلقة والآمال الكبيرة التي تعقدها الشعوب العربية على قدرات وجهود أجهزتها في حماية وصون سيادة واستقلال وكيان ووحدة أراضي ومقدرات وثروات الوطن العربي.
وتابع أن هذا الاجتماع الاستثنائي يأتي اليوم للتباحث حول التداعيات المحتملة للأزمة الأفغانية، ترسيخا لمبدأ المسئولية عن مواجهة التهديدات في إطار العمل العربي المشترك تحت مظلة المنتدى العربي الاستخباري، ويبعث برسالة للمجتمع الدولي تؤكد على اتحاد اجهزتنا ومؤسساتنا لتنسيق الرؤى وتوحيد المفاهيم إزاء المخاطر المختلفة خاصة في ظل ما عكسه الواقع وأثبته التاريخ بمنطقتنا من أنه لا سبيل افضل من الاتحاد لمواجهة شاملة للتهديدات التي تعصف بمنطقتنا.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر كانت في مقدمة دول العالم التي عانت من انتشار آفة الإرهاب الأسود الذي كان أحد أهم مسبباته عدم انتهاج المجتمع الدولي لمقاربات شاملة خلال التعاطي مع الأزمات الإقليمية والدولية سواء في فلسطين أو أفغانستان أو العراق ومؤخرا الأحداث التي شهدها ولا يزال يعشها وطننا العربي في ليبيا وسوريا واليمن، مؤكدا أنها أزمات لا حل لها سوى بإنهاء التدخل الأجنبي في شئون المنطقة العربية واحترام وقرار وإرادة الشعوب وسيادة الدولة الوطنية ومؤسساتها وبما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها".
وقال الرئيس السيسي: "السادة رؤساء أجهزة المنتدى العربي الاستخباري إن ما شهدته الساحة الأفغانية مؤخرا يجب أن يدق ناقوس الخطر ويتعين التعامل معه بأقصى درجات الاهتمام والجدية حتى لا نعود مجددا إلى الوراء عندما تغافل الجميع عما حدث عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان وتركها واحة للإرهابيين كي يخططوا ويتدربوا وينشئوا دولة داخل الدولة والتي ما لبثت أن وجهت نيران سمومها نحو أوطاننا والحضارة الغربية على حد سواء".
ودعا الرئيس السيسي الجميع لتوظيف قدرات أجهزتهم وتركيز جهودهم لمتابعة تطورات الأوضاع على الساحة الأفغانية عن كثب وبكل دقة وما تطرحه تداعياتها من مخاطر على أمننا العربي للحيلولة دون السماح مجددا بعودة نشاط التنظيمات الإرهابية وإيجاد ملاذ آمن لها لاستقطاب المزيد من العناصر وتدريبها والتخطيط للعمليات الإرهابية بحرية، إلى جانب الاهتمام بمعالجة ما يعانيه الشعب الأفغاني نتيجة الأوضاع المعيشية الحالية وما يمكن أن ينتج عن ذلك من موجات جديدة للهجرة واللجوء يصعب على المنطقة تحمل تداعياتها.
وتابع "ليس بعيدا عن أفغانستان وأنها جزء أصيل عزيز على قلوبنا جميعا فان مصر لم ولن تألو أي جهد في مساعدة الأشقاء في ليبيا على الوصول ببلدهم إلى بر الأمان من خلال السير على طريق الحل السياسي الشامل الذي يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية وخروج القوات الاجنبية والمرتزقة وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في مواعيدها المحدد".
وأردف الرئيس السيسي "الحضور الكريم لا يمكن أن أختتم حديثي إليكم دون الإعراب كذلك عن أمنياتنا الصادقة ودعمنا الكامل للسودان الشقيق في تخطي الصعوبات الراهنة التي تواجهه وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لشعبه العظيم، كما لا يفوتني التأكيد على مواصلة مصر لجهودها في دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية وذلك بهدف تثبيت وقف اطلاق النار واطلاق جهود السلام مجددا وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، فضلا عن استمرار جهودنا في التقريب بين الاشقاء الفلسطينيين لإتمام المصالحة فيما بينهم صونا لقدرة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه عبر وحدته وتضامنه".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالقول "السادة رؤساء أجهزة المنتدى العربي الاستخباري أنتم أمام يوم من العمل الشاق الذي أرجو الله تعالى لكم فيه كل التوفيق والسداد وأن يكون انطلاقة واستكمالا لتعاوننا المشترك بما في صالح أمتنا العربية وشعوبنا راجيا منكم إبلاغ أشقائي أصحاب الجلال والفخامة والسمو قادة دولكم الشقيقة أسمى آيات تحياتي وتقديري واحترامي لشخصهم الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".