المبادرة المصرية وواجب المصريين بالخارج
لاشك أن كل مصري مخلص لوطنه متابع لقضايا بلده, ويعلم أين هي المصالح العليا لمصر, سيساند بكل تأكيد المبادرة المصرية التي قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه إعمار غزة, وهو القطاع الذي على الحدود الشرقية لمصر, والذي يمثل الأمن القومي المصري في هذه الجهة.
ولا يخفى عليهم التكالب الخارجي للسيطرة على تلك البقعة المتاخمة للدولة العبرية, وما يمثله ذلك من خطورة كبيرة على المصالح العليا للدولة المصرية, فضلًا عن الأواصر التاريخية بين مصر وقطاع غزة.
وفي هذا الإطار أرى أن واجبًا عظيمًا يقع الآن على كاهل المصريين بالخارج, الذين يتساوون في حبهم لمصر بالكثيرين ممن في داخلها - إن لم يكن أكثر أحيانًا - وهذا الذي لمسته في المغتربين الذين يتوقون لرؤية وطنهم في أعلى درجات القوة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا على مستوى العالم كله.
هذا الواجب, أراه يتمثل في أكثر من محور على مستوى العمل الوطني المصري لديهم, فمثلًا يمكن أن يكون بإعلان الحملات الداعمة للقرارات السياسية المصرية في مبادرة إعادة تعمير غزة, من خلال الكيانات المصرية المشهرة رسميًا, وما يتوجب عليهم من نشرتلك الحملات المطلوبة, ونشرها بين جموع المصريين بالخارج, ليقوم كلٌ منهم ـ على قدر طاقته المادية ـ بتحويلات العملة الأجنبية, ليعبر بذلك عن مساندته لوطنه مصر ممثلًة في قرارات الإدارة المصرية في إعادة إعمار غزة.
وقد تابعنا مؤخرًا الحملة القوية والبناءة, التي تبناها "الإتحاد الدولي للمصريين بالخارج", والتي أعلنها الإتحاد الدولي لمساندة مبادرة فخامة الرئيس, وذلك بحث المصريين بالخارج على التحويلات الدولارية إلى الداخل المصري من شتى دول العالم وبجميع العملات في حسابات تم إعلان أرقامها بالفعل, بالبنك المركزي المصري, ليكون على كل المصريين بالخارج - من القادرين على المساهمة - أن يساهموا ويبادروا في مثل تلك الحملات.
أيضا على المستوى الإعلامي, يتوجب على كل الكيانات الوطنية المعنية بالمصريين بالخارج, أن يقوموا بتنظيم الجهود الممكنة كلٌ في دولته, للتعريف برؤية القيادة السياسية المصرية وأحقيتها في قراراتها وشرح أبعادها من خلال البرامج والقنوات الإعلامية, وأيضا على صفحات التواصل الاجتماعي بعد تنسيق الأفكار عبر تلك الكيانات المصرية التي تجمع المصريين بالخارج.
إن مصر الحديثة اليوم, تحتاج لكل يدٍ مخلصةٍ تبني وتساند وتساعد, وتحتاج لكل مصري يعمل في دولة بالخارج أن يكون لها سفيرًا قديرًا معبرًا عن توجهات الدولة المصرية التي ندين لها بالكثير, ومازالت تحتوينا بدفئها جميعًا.
