استراتيجية التفاوض.... أثيوبيا والحزم المانع
د.خاطر الشافعي المصريين بالخارج
تخيل البعض أننا قد نفرط في مسألة سد النهضة بعدما اتسعت صدورنا لمفاوضات مطاطية من الجانب الأثيوبي خيلت للبعض أننا رضخنا للأمر الواقع ؛ بيد أن شد اللجام بات فرضا بعد استشعارنا الخطر وفهم الآخر أننا قد نستسلم .. التعبيرات القوية حتما أعادت المسار لمفاوضات لابد أن تفي بالهدف رغم أننا لانميل لشد اللجام من الأساس ولكنهم جهلوا أن الفارس الحق يعلم متى يوقف جماح الآخر فيجبره على التوقف ليعيد إبصار الطريق!
إن الهم بالأوطان همٌ بالوجود وجدواه .. ولاشك أن التصريحات الإثيوبية التي تزعم بأن سلطاتها مطلقة في إدارة وتشغيل وملء سد النهضة باعتباره في أرض إثيوبية، وتم تشييده بأموال وطنية خالصة وأن لأديس أبابا سيادة مطلقة على نهر النيل الأزرق الذي يجري في إقليمها لا تعدو إلا ترهات مرسلة ، ودفوع غير مؤسسة ، ومزاعم باطلة .
في غفلة خلال أحداث 25 يناير 2011 وما بعدها ولسنوات عديدة ، إنطلقت إثيوبيا تنفذ بعد أن خططت قبلها بسنوات واستغلت ما حدث لكي تفوز بما تحلم به .
اقرأ أيضاً
- الري: إزالة 128 حالة تعد على نهر النيل في تسع محافظات
- سحب جائزة نوبل للسلام من "أبي أحمد" بعد الانتقادات الواسعة حول موضوع سد النهضة
- وزيرة خارجية السودان: أثيوبيا تراوغ لكسب الوقت لإكمال عملية الملء الثاني لسد النهضة
- إبراهيم عيسى: تصريحات الرئيس السيسي عن سد النهضة حازمة.. ولن نسمح بنقص قطرة مياه واحدة
- تدريب جـوي ”مصري - سوداني” مشترك (نسور النيل – 2) بقاعدة مروى
- سامح شكرى يتلقى اتصالا من نظيره الأردنى لبحث آخر تطورات ملف سد النهضة
- إنهاء مباراة منتخب كوت ديفوار وإثيوبيا بعد اصابه الحكم باجهاد
- البرلمان العربي يعرب عن رفضه أية إجراءات أحادية في ملف سد النهضة ويدعم الجهود المصرية في التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم
- باحث: إثيوبيا تتعامل فى ملف سد النهضة بلهجة تصعيدية وتعنت شديد
- إلغاء مباراة كوت ديفوار وإثيوبيا بسبب تعرض الحكم للإغماء
- وزير الرى يستعرض موقف مفاوضات سد النهضة مع سفير كوريا الجنوبية
- عبد العاطي يبحث موقف مفاوضات سد النهضة مع المبعوث الامريكي والمبعوثة الاوروبية
عوَّلت إثيوبيا على مزيد من التسويف والتمديد ، والمرة الوحيدة التي انخرطت فيها كانت في إعلان المبادئ الموقع في مارس 2015.
بات الموقف الإثيوبي يعنى أنها ماضية فى تعبئة الخزان، فصرنا فى مفترق طرق شديدة العورة والخطورة مع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود .
ذلك أن "مصر هبة النيل" هكذا قال الفراعنة قديمًا ، بل إنهم عبدوا النيل باعتباره إلاه ."إذا انخفض منسوب النهر ، فليهرع كل جنود الملك ولا يعودوا إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه " عبارة فرعونية منقوشة علي جدران مقياس النيل بمعبد حورس في مدينة إدفو .
حتمًا لكل حادث حديثًا ، وعلينا التمسك بداخل قوي ومتماسك في ظل ماتفعله إثيوبيا ، وتظن أنها تستطيع فرض الأمر الواقع علينا .. يبدو أنهم لايعرفون من هم المصريين ، يبدو ذلك .!