فاينانشيال تايمز: دول الاتحاد الأوروبي تستأنف استخدام لقاح أسترازينيكا

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا أعلنت إنها ستستأنف استخدام لقاح أكسفورد/ أسترا زينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بعدما قالت وكالة الأدوية الأوروبية إن هناك "استنتاج علمي واضح" مفاده أن اللقاح "آمن وفعال".

ونقلت الصحيفة (في تعليق لها نشرته على موقعها الالكتروني) عن إيمير كوك، رئيس وكالة الأدوية الأوروبية، قوله، إن:" التحقيقات خلصت إلى أن لقاح أسترازينيكا غير مرتبط بخطر محتمل لجلطات دموية لاحظها بعض العلماء مؤخرًا"، مضيفًا أن فوائد اللقاح تفوق المخاطر المحتملة. وقال:" لو كنت أنا، لكنت تلقيت التطعيم غدًا".

مع ذلك، قال مسؤولو الوكالة إنهم لا يستطيعون "بشكل قاطع" استبعاد وجود صلة بين اللقاح ونوع نادر وأكثر خطورة من الجلطات الدموية المرتبطة بانخفاض عدد الصفائح الدموية. فيما أكدت الوكالة أن "العلاقة السببية بشأن اللقاح لم تثبت، لكنها ممكنة وتستحق مزيدا من التحليل". لذلك، أوصى كوك بالبدء في حملة توعية تهدف إلى "اكتشاف وتخفيف أي آثار جانبية محتملة للقاح".

وقال ماريو دراجي، رئيس وزراء إيطاليا، التي كانت من بين الدول التي علقت استخدام لقاح أسترازينيكا، إن بلاده سوف تستأنف استخدام اللقاح في وقت لاحق من اليوم الجمعة.

ومن جانبه أكد جان كاستكس، رئيس وزراء فرنسا، أن بلاده ستفعل الشيء نفسه، وأعلن أنه سيحصل أيضًا على جرعة من اللقاح نفسه "لإظهار أنه يمكننا جميعًا أن نضع فيه ثقتنا التامة".

وأعلن وزير الصحة الألماني ينس سبان عن استئناف لقاحات أسترازينيكا بداية من اليوم. لكنه ظل متمسكًا بأهمية قرار تعليق استخدامه. وقال:" إن تحليل وكالة الأدوية الأوروبية أكد نهجنا. وكان من المهم تعليق التطعيمات مع أسترازينيكا، كإجراء احترازي حتى يتم تحليل وكشف أسباب هذه المجموعة الواضحة من حالات الجلطات النادرة جدًا، وكان من غير الحكمة السماح للأطباء بمواصلة تطعيم الناس دون التأكد
من هذه المعلومات في رأينا".

في الوقت نفسه، قالت إسبانيا إنها ستستأنف إعطاء لقاحات أكسفورد/ أسترازينيكا اعتبارًا من الأربعاء المقبل. فيما أعلنت كارولينا داريا، وزيرة الصحة، أن هذا التوقيت سيسمح للسلطات الصحية في البلاد بإعادة النظر في من يجب أن يتلقى اللقاح. وسبق أن حظرت مدريد من استخدام اللقاح لمن هم فوق سن 55 عامًا- وهو قرار كان من المقرر مراجعته عندما بدأ الجدل حول تجلط الدم //على حد قولها//.

كما رحبت السلطات الصحية الأيرلندية بقرار وكالة الأدوية، وقالت إنها ستناقش النتائج لاحقا. وفي هذا، أشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن القرار الذي اتخذته أكثر من 12 دولة أوروبية، من بينها ألمانيا وإسبانيا، وجه هذا الأسبوع ضربة جديدة لحملة التطعيم "المتعثرة" في القارة.

ففي حين أوقفت دول بما في ذلك النمسا برامجها، جاء التعليق الأوسع بعد أن لاحظ باحثون ألمان ارتفاعًا واضحًا في حدوث جلطات دموية نادرة دفعت برلين إلى وقف عنصر أسترازينيكا في برنامج التلقيح الخاص بها.

وقالت هيئة تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة إن خمس جلطات من هذا القبيل تم تسجيلها في بريطانيا لدى أولئك الذين تم إعطاؤهم اللقاح، لكنها شددت على أنه لم يتم إثبات أي صلة بينهما. كما حثت المواطنون على الاستمرار في تناول اللقاح.

وأبرزت أن لقاحات أسترازينيكا واجهت تحديات متعددة. حيث انتقد بعض الخبراء البيانات المبكرة الناتجة عن التجارب السريرية باعتبارها غير متسقة. كما حدت بعض الدول الأوروبية من استخدام اللقاح في بعض الفئات العمرية، مشيرة إلى نقص البيانات الخاصة بالسكان.

في سياق متصل، رحبت شركة أسترازينيكا بنتيجة التقييم. وقالت كبيرة المسؤولين الطبيين فيها، آن تايلور: "نحن على ثقة من أنه بعد القرارات الدقيقة للجهات التنظيمية، يمكن استئناف التطعيمات مرة أخرى في جميع أنحاء أوروبا".