البنتاجون: الهند تقف على أعتاب مرحلة جديدة من علاقاتها الدفاعية مع بلادنا

أعلنت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية أنه في الوقت الذي تتبنى فيه الهند سياسة عدم الانحياز، يستهدف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين جذبها بصورة أكبر إلى الولايات المتحدة وبعيدا عن محاولات الجذب من جانب الصين.

وتطرقت الصحيفة إلى تصريح مايكل جرين رئيس وحدة آسيا واليابان في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية CSIS ومقره واشنطن قال فيها إن التنسيق الدفاعي الأمريكي مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند ليس تحالفًا رباعيا، مفسرا الفكرة التي يقوم عليها هذا التنسيق بأنها "تجميع لقوى بحرية ترغب بصورة أساسية في حرية الملاحة"، معتبرا ذلك بمثابة محاولة لإحياء سياسة "الالتفات إلى آسيا" التي صاغها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وأعادت إحياؤها إدارة بايدن التي كلفت وزير الدفاع أوستين ووزير الخارجية أنتوني بلينكين بتقديم وعود كبرى للشركاء الآسيوية خلال جولتهم الجارية هناك.

وتحدثت "واشنطن إكزامينر" مع قيادة القوات الأمريكية في منطقة "الإندو- باسيفيك"، حيث رأت القيادة هناك أن الهند ستستفيد من تلك التطورات باستقبالها بعض الاستثمارات الدفاعية المباشرة، ولاسيما في مجال البنية التحتية الأساسية لتحسين مراكز القيادة والسيطرة المتعددة وزيادة الوعي بالأوضاع البحرية.

ويذهب قائد قيادة "الإندو- باسيفيك"، الأميرال فيل دافيدسون، إلى ما هو أبعد من ذلك واصفا الهند بأنها "الشراكة المميزة في القرن الحادي والعشرين".

وعلى الرغم ما سبق، إلا أن الصحيفة الأمريكية لفتت إلى أن الهند لا تزال تثمن وضعية عدم الانحياز، وقالت إن علاقات الحرب الباردة لا زالت تقود إلى قيام البلاد بشراء عتاد دفاعي روسي وفرنسي.. غير أن النزاع الأخير، الذي نشب على خط يقع فعليًا تحت سيطرة الصين في جبال الهيمالايا، أتاح للولايات المتحدة فرصة الاقتراب مع الهند أكثر فأكثر.

وأشارت إلى أن مسؤولين عسكريين وخبراء في الولايات المتحدة يرون أن البنتاجون يسعى إلى مزيد من التقارب في علاقاته مع الهند وحلفاء واشنطن في "منطقة الباسيفيك الهندي" حيث يضع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين خلال جولته الآسيوية الحالية في قمة أولوياته مسألتي احتواء الصين وتقوية الحلفاء المنهكين في تلك المنطقة.

ونوهت صحيفة "واشنطن إكزامينر" بأنه من المؤكد أن وزير الدفاع سيحتفل بالانتصارات التي تحققت أخيرًا مع نظرائه في سول وطوكيو، في أعقاب التوقيع على اتفاقات القواعد العسكرية التي ظلت عالقة نظرًا لمساومات صعبة قام بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه وفقا لاستقراء التوجهات القوية للإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالية صوب آسيا، فمن غير المستبعد أن يكون رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، أول زائر للبيت الأبيض، ليحل بذلك بدلًا من الحليف التقليدي بريطانيا العظمى، مشددة على أن الولايات المتحدة ستحتاج من حلفائها التهيؤ للوقوف في وجه الصين، وتأمل واشنطن أن تحاصر المد الصيني وهيمنتها الإقليمية من خلال تعزيز الشراكة في المنطقة.

وكان الكونجرس وافق على تخصيص 6.8 مليار دولار لـ"مبادرة الردع الباسيفيكي"، التي تستهدف بناء قدرات الشركاء الإقليميين، وتمويل مناورات القرن الحادي والعشرين، وتزويد حلفائها بتكنولوجيا ونظم معلومات متطورة تحول دون تمكين الصين من وقف الاتصالات في المنطقة.