معركة مجيدو يطولة الشعب المصري وقائده تحتمس الثالث
سامح طلعت المصريين بالخارجبنى تحتمس الثالث القلاع والحصون ، وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وأمدادهم بأسلحة مبتكرة قوية مثل النبال المستحدثة والتوسع في استخدام العربات في القتال . وفي حملة معركة مجدو قسم جيشه إلى قلب وجناحين واستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل . ثم قام على رأس جيشه من القنطرة و قطع مسافة 150 ميلا في عشرة أيام وصل بعدها إلى غزة ثم قطع ثمانين ميلا أخرى في أحد عشر يوما بين غزة وأحد المدن عند سفح جبل الكرمل، هناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه بعد أن علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميرا بجيوشهم وعسكروا في مجدو المحصنة ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث وجيشه. كان هناك ثلاثة طرق للوصول إلي مجدو اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل و الثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد أستقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد و تعتبر من أخطر مغامرات الجيوش في العالم القديم.
استدعى اتخاذ ذلك الممر في التقدم لمفاجأة الأعداء أن يحمل الجنود المصريون عتادهم الحربي بالإضافة إلى عرباتهم الحربية وأحصنتهم فكانوا يفكون العربات الحربية ليسهل حملها وتسللوا عبر الممر الضيق في مجموعات صغيرة وكان ذلك مجازفة كبيرة على الجيش لأن يتخذ تحتمس الثالث هذا الطريق كي يفاجئ الأعداء المعسكرين على الساحة التالية على الممر.
كانت قوات العدو قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما. في فجر اليوم التالي أمر الملك تحتمس الثالث الجيش بإعادة تركيب العربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ. وهجمت قواته وكان على رأسهم في المقدمة على شكل نصف دائرة على مجدو فكانت المفاجأة أن يبادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح فاضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الملئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة. وبسبب انشغال أفراد الجيش المصري بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها. كانت تبعة انصراف الجيش في جمع المغانم في الوقت الذي كانوا بإمكانهم القضاء على جيوش الاعداء وتحقيق النصر الكامل أن اضطر تحتمس الثالث لحصار مجدو سبعة شهور طويلة حتى أستسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث.
ويقول أحد المؤرخين القدامى في مصر القديمة ويؤكد في نصوصه عن قوة مصر في عصر تحتمس الثالث ويقول (لا توجد قوة في الأرض تستطيع ان تواجه الجيش المصري الذي نال تدريبا عسكريا فائقا وفاز بقيادة ملك عبقرى هو فرعون مصر العظيم تحتمس الثالث). وعاد الجيش المصري وملكه الملك تحتمس الثالث إلى مصر ومعهم من أبناء الأمراء عددا ليعيشوا في مصر تحت مراقبة المصريين لكي لا يجرؤ الأمراء على التمرد مرة ثانية.
اهتم تحتمس الثالث بأنشاء أسطول بحرى قوى استطاع ان يبسط سيطرته على الكثير من جزر البحر المتوسط مثل قبرص وأيضا بسط نفوذ على ساحل فينيقيا (سواحل لبنان وفلسطين حاليا). بذلك هو أول من أقام أقدم امبراطورية عرفها التاريخ، امتدت من أعالى الفرات شمالا حتى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا. وأصبحت مصر أقوى وأغنى امبراطورية في العالم عاش فيها المصريون قمة مجدهم وقوتهم.
يلقب تحتمس الثالث ب(أبو الامبراطوريات)وكذلك يُلقب باسم (نابوليون الشرق) وكذلك (أول إمبراطور في التاريخ) إذ يُعد من العبقريات الفذة في تاريخ العسكرية على مر العصور، وتُدرس خططه العسكرية في العديد من الكليات والمعاهد العسكرية في جميع أنحاء العالم : وهو أول من قام بتقسيم الجيش إلى قلب وجناحين، وقد أستعانت الإمبراطورية البريطانية بالعديد من خططه في معاركها، خاصة ما قام به اللورد اللنبي في معاركه ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وكان لهذه السياسة الحكيمة اثرها في تماسك الأمبراطورية المصرية لمدة
قرن من الزمان ونشر الثقافة المصرية هناك