×
5 جمادى أول 1446
6 نوفمبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

الصفقات السياسية واتفاقات المحاصصة واستمرار أزمة الشرعية

المصريين بالخارج

 

تابعت كما تابع الكثيرون ببالغ الاستياء اجتماع مجلسي النواب والدولة "لتوزيع المناصب السيادية " في بوزنيقة فقد كان تجسيدا لمفهوم المحاصصة ودولة الغنيمة التي لم تسلم منها حتى مؤسسة القضاء ضاربين بعرض الحائط مبدأ استقلال القضاء.

ولا يقل استيائي باجتماع الغردقة في 19 يناير درجةً الذي جمع وفدين أيضا من مجلسي النواب والدولة فيما يُعرف بالمسار الدستوري بل هو أعظم. فقد وصلت هذه اللجنة إلى قرارات مفاجئة يشوبها العوار القانوني والدستوري. وصلت اللجنة منذ اليوم الأول على اتفاق على اجراء الاستفتاء استنادا على قانون الاستفتاء رقم ( (6 الذي أصدره مجلس النواب وذلك بعد إلغاء المادة (7) منه وتحصين التعديل العاشر من الإعلان الدستوري.

لقد شاب هذا الاتفاق عدة عوار جوهرية أولاها أن المجلسين قد تعاملا مع الدستور كصفقة سياسية. ولعلنا نذكر بأن الدستور ليس وثيقة لتكريس اقتسام السلطة اقتساما استئثاريا إقصائيا والمحاصصة وتوزيع المزايا بين الفئات المتصارعة. ولا ينبغي أن يكون الدستور أداة لاقتسام المتنازعين السلطة اقتساما حصريا بينهم على حساب بقية ممثلي الأمة. كما لا ينبغي أن يكون الدستور وسيلة لدسترة الخلافات بمعنى تكريسها وإلباسها لباسا قانونيا وإجبار الأمة الليبية على أن تتلظى بلهيبها لحقبة قادمة كما حصل في بلدان أخرى. إن مسعى استعادة الروح الدستورية الرضائية والرؤية التي ينطلق منها يتيح للجميع أن يخرجوا رابحين . وذلك يستدعي تجنب مقاربة المغالبة.

اقرأ أيضاً

وقد سجلت استغرابي من ترحيب بعثة الأمم المتحدة بهذا الاتفاق المعيب. فاقرار الدستور ليس مجرد حادثة سياسية عابرة أو موضوعا للقطة إعلامية لتمرير صفقات سياسية. فإذا شاب الدستور شائبة الإملاء من أصحاب السطوة، وشائبة الإذعان من المفتقرين لأسباب القوة، فإن ذلك معناه أن الدستور نفسه قد تحول إلى أداة لتكريس القمع وإدامته وتدثير ذلك القمع بدثار قانوني.

ثانيا لقد شاب هذا الاتفاق العوار القانوني والدستوري. فقد نص الاتفاق على تحصين إجراءات باطلة متجاوزين فيها اللائحة الداخلية لمجلس النواب التي تنص صراحة على ضرورة وجود نصاب بمائة وعشرين صوتا لتعديل الاإعلان الدستوري وهو ما نعلم جميعا استحالته لتشظي البرلمان وفشله في إعادة الإلتئام. ولذلك هذا الاتفاق جوهره العوار لمخالفته روح القانون والمبادئ الدستورية.
إن مسلك المجلسين في هذين المسارين يجعلانا في ملتقي الحوار السياسي حريصين على ضرورة التزامن في خطوات عملنا حسب خارطة الطريق -لإعادة هيكلة السلطة التنفيذية مع تغيير السلطة التشريعية عبر الانتخابات في موعدها24 ديسمبر ٢٠٢١ ووضع ضمانات حقيقية لإنجاز الانتخابات في موعدها المقرر له. فالهدف الرئيسي للمرحلة التمهيدية هو تعزيز الشرعية السياسية عبر الانتخابات على أسس دستورية. ومخرجات برلين وقرار مجلس الأمن رقم 2510 يؤكدان على ضرورة اعادة هيكلة السلطة التنفيذية وإجراء الانتخابات، وليس الواحدة دون الأخرى. قد نجح ملتقى الحوار السياسي كجسم تأسيسي في مهمته الأولى وهي إعادة هيكلة السلطة التنفيذية وذلك بفصل الحكومة عن المجلس الرئاسي ووضع اختصاصات لكل من الجسمين ووضع آلية لاختيار ممثلي السلطة التنفيذية. ويُعتبر ذلك تعديل للاتفاق السياسي الذي هو حسب بعض القوى السياسية والمجتمع الدولي مضمن في الإعلان الدستوري. ولذلك مع إقرار السلطة التنفيذية في الأسبوع القادم في جينيف من قبل ملتقى الحوار السياسي لابد من وضع ضمانات حقيقية من الآن تضمن التزامن بين اختيار السلطة التنفيذية والبت في القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات.

يُفترض الآن أيضا أن يقوم مجلس النواب بعد اتفاقه مع مجلس الدولة بإجراء تعديل الاعلان الدستوري بالنصاب القانوني المطلوب حسب لائحة مجلس النواب الداخلية وذلك قبل انقضاء المدة المحددة في خارطة الطريق وهي 60 يوما من بدء المرحلة التمهيدية والتي حسب بعثة الأمم المتحدة قد بدأت منذ انطلاق اعمال القانونية وتنتهي المدة في يوم 19 فبراير.

في حالة فشل مجلس النواب في الالتئام وتحقيق النصاب القانوني للقيام بالتعديل الإعلان الدستوري في غضون ثلاثة أسابيع حسب خارطة الطريق من الآن، فإن أمر البت في الانجاز الدستوري والتشريعات اللازمة أي قانون الانتخابات سيؤول الى ملتقى الحوار السياسي.

وقد خول الملتقى اللجنة القانونية بإعداد مقترح أو أكثر للترتيبات الدستورية فهي جهة الاختصاص حسب الإطار القانوني المنظم لعملها الذي تم وضعه يوم 21يناير. ويفترض هذا ما سنستكمل مناقشته في الجلسات القادمة.

إن التسويف الذي يقوم به بعض الأطراف السياسية بالإصرار على إجراء الاستفتاء قبل الانتخابات والذي كان رئيس مفوضية الانتخابات قد صرح بصعوبة اجراءه في هذه المرحلة، سيكون من شأنه تعطيل الترتيبات المؤدية للانتخابات في موعدها المقرر له في خارطة الطريق وهو ٢٤ ديسمبر.

لا يجب أن ُيقبل أي تسويف للمسألة، فقد انطلق القطار ولن نتوقف عن مسارنا حتى نصل إلى وجهتنا وهي الانتخابات في موعدها المقرر له في 24 ديسمبر. ولذلك مع إقرار السلطة التنفيذية في الأسبوع القادم في جينيف من قبل ملتقى الحوار السياسي:
أولا: لابد من وضع ضمانات حقيقية تضمن التزامن بين اختيار السلطة التنفيذية والبت في القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات.

ثانيا: على من يتم اختيارهم في الأسبوع القادم على رأس السلطة التنفيذية (الحكومة والمجلس الرئاسي) التعهد بتذليل العقبات أمام الانتخابات حتى تتم في موعدها آخر العام لا تسوفيها وإلا سيكونون مغتصبون للسلطة.

علينا جميعا أن نتذكر أن دورنا الرئيسي كملتقى للحوار السياسي هو resetting إعادة الشرعية للأمة الليبية باعتبارها صاحبة السلطات، وضمان تجديد الشرعية وهو ما يعني أن تكون جميع الأجسام التمثيلية والسيادية الجديدة منبثقة عن إرادة الأمة الليبية.

الزهراء لنقي عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي

مجلس النواب الليبي بوزنيقة الغردقة الحوار السياسي

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 03:32 صـ
5 جمادى أول 1446 هـ 06 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:44
الشروق 06:13
الظهر 11:39
العصر 14:42
المغرب 17:04
العشاء 18:24