الصحة المجتمعية
المصريين بالخارجدكتور هشام محمد علي استشاري التغذيه العلاجيه والطب التكميلي والنباتات الطبيه
الصحة المجتمعية هي انعكاس للصحة العامة خلال مراحل الحياة البشرية في الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية .
ان الثقافة الصحية هدفها الاساسي تعريف الأفراد و الجماعات بصحتهم و صحة بيئتهم بهدف النهوض بالمجتمع و انمائه اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وحضارياَ مع المحافظة على هذا النمو و تقدمه المضطرد باستمرار .
لذلك فانني ارى ان الصحة في مجالاتها المختلفة لا تتسم الحالة الصحية للإنسان بالاستقرار على حالة معينة من المرض أو الصحة طوال الوقت ، و لكنها تخضع لعملية تغير مستمرة نتيجة للتفاعل القائم بين العناصر الإيجابية التي تعمل على رفع مستوى الصحة وزيادة مقاومة الجسم ، مع العناصر السلبية التي تحدث مع المرض أو تشجع على حدوثه ، وهو المرض الذي لم تبدأ أعراضه و علامته في الظهور بعد ، وقد يتطور لاحقاً إلى مرض ظاهر ، و يمكن التأكد من وجوده عن طريق إجراء الاختبارات و التحاليل الملائمة .
اقرأ أيضاً
من هنا اقول ان الوعي الصحي يقصد به إلمام المواطنين بالمعلومات والحقائق الصحية ، و أيضاً إحساسهم بالمسؤولية نحو صحتهم وصحة غيرهم ، وفي هذا الإطار يعتبر الوعي الصحي هو الممارسة الصحية عن قصد نتيجة الفهم والاقتناع ، ويعني الوعي الصحي أيضاً أن تتحول تلك الممارسات الصحية إلى عادات تمارس بلا شعور أو تفكير ،بمعنى آخر ، الوعي الصحي هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه ونتوصل إليه.
وعلى هذه الارضية يجب ان نعزز مفهوم الثقافة الصحية لانه لا يمكن لأهداف الصحة العامة أن تتحقق في أي مجتمع دون المشاركة الإيجابية من الأفراد ، ولكي تتحقق تلك المشاركة من جانب الأفراد هناك مسؤوليات ومهام تقع على عاتق العاملين في مجال الصحة العامة لكي تدفع الأفراد و تحثهم على القيام بمسؤولياتهم تجاه صحتهم ، ويتم ذلك عن طريق الثقافة الصحية باعتبارها أهم مجالات الصحة العامة الحديثة و تعتبر جزءاً أساسياً لأي برنامج للصحة العامة ، ولم تعد الثقافة الصحية عملية ارتجالية ، بل أصبحت عملية فنية لها أسسها ومبادئها التربوية ، لأن الثقافة الصحية جزء هام من الثقافة العامة ، ولا تقتصر رسالتها على أن يعيش الفرد في بيئة تلائم الحياة الحديثة ، بل تتعدى ذلك إلى إكساب الأفراد تفهماً وتقديراً أفضل للخدمات الصحية المتاحة في المجتمع ، والاستفادة منها على أكمل وجه ، وكذلك تزويد أفراد المجتمع بالمعلومات والإرشادات الصحية المتعلقة بصحتهم بغرض التأثير الفعال على اتجاهاتهم و العمل على تعديل و تطوير سلوكهم الصحي لمساعدتهم على تحقيق السلامة و الكفاية البدنية و النفسية و الاجتماعية والعقلية.
ختاما : لا بد من التاكيد على زيادة الوعي الصحي لهم ، ليتمكن الناس من الوقاية من الأمراض وحتى يكون للعلاج الذي يتلقونه الأثر الايجابي الفعال.