عبداللطيف المناوي يفتح قلبه لـ«المصريين بالخارج»: الصحافة الورقية في أزمة.. ومصر تعاني من مشكلة حقيقية
حوار: يارا أمجد المصريين بالخارج- لا أرى من النقابة أي مجهود على أرض الواقع
الصحافة والإعلام من المجالات التي تفتخر بها الدول؛ لأنها تعتبر مرآة لتقدمها، يسيطر الإعلام على الكثير من مجالات الحياة في الوقت الحاضر، سلطة الصحافة والإعلام يمكن أن تأثر على رأي الجمهور وتغيير آرائه وتوجهاته بالشكل المطلوب.
ومن أهم الصحفين الموجودين في الساحة الحالية هو الصحفي عبد اللطيف المناوي صحفي وإعلامي مصري، وقد حصل على البكالوريوس من قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، بدأ حياته المهنية كصحفي ثم أصبح مديرا للتحرير ولمكتب جريدة الشرق الأوسط، وعمل محرر لجريدة الأخبار في التلفزيون المصري وهو أحد أعضاء نقابة الصحفيين، ويقوم بكتابة مقال أسبوعي في جريدة الأهرام.كما أنه رئيس التحرير الحالي لجريدة "المصري اليوم" ولديه عدة مؤلفات من أهمها: كتاب بعنوان: «الأقباط»: الكنيسة.
وقد واجه الكثير خلال حياته المهنية في مجال الصحافة لذلك جاءت فكرة الحوار معه.
- بداية.. لحضرتك مؤلفات عدة.. ما هو أكثر كتاب أخذ منك الكثير من الوقت والجهد؟
أعتقد أن كتاب «18 يوما.. الأيام الأخيرة لمبارك»، أكثر ما كتبت أحتجت إلى قدر كبير من المجهود الذهني والنفسي، وكتاب «شاهد على وقف العنف» الذي يدور حول مبادرات الجماعات الإسلامية هو أكثر ما احتاج دراسة وبحث.وكذلك كتاب «الأقباط» الذي دار بالإنجليزية مؤخرًا، واحتاج إلى مجهود بحثي كبير.
- في عام ١٩٨٦ حصلت على جائزة أفضل حوار عن حوارك مع الرئيس السوداني جعفر نيميري.. حدثنا عن تلك الإنجاز؟
هذا الحوار دليل على أنه لا توجد كلمة مستحيل في قاموس من يعمل في مهنة الصحافة، لو استسلمت لفكرة أن "نيميري" مستحيل أن يتحدث بعد الإنقلاب عليه عزله من منصبه كرئيس للسودان ما كنت استمريت في محاولة الوصول إليه حتى فاجأني بالموافقة، أخيرًا على إجراء أول حديث صحفي معه بعد الإطاحة به.
- توليت العديد من المناصب في العديد من المؤسسات الصحفية.. ما هو أصعب منصب في وجهة نظرك.. ولماذا؟
لكل مسؤولية مزاياها وصعوباتها.. وكل موقع عملت به أضاف لي كثيرا، وحاولت أن اكون مفيدًا فيه بقدر الإمكان، قد يكون موقعي كرئيس لقطاع الأخبار في التلفزيون هو الأكثر ازدحامًا بالأحداث والتحديات.
- بما أنك أحد أعضاء نقابة الصحفيين.. ما تقييمك لأداء النقابة؟
أعتقد أن هناك الكثير من الفراغ الذي لم تملأه النقابة، صناعة الصحافة تعاني من مشكلات حقيقية قد تعصف بها، ولا أرى من النقابة أي مجهود حقيقي ونقاش جاد من أجل إنقاذ الصناعة، وما زال العنصر الحاكم في أداء معظم أعضاء المجلس هو الانتخابات النقابية والحصول على الأصوات وفقط، أما أحوال المهنة فلا أرى أنها ضمن اهتماماتهم الحقيقية، وأتمنى أن أكون مخطئًا.
- ما رأيك في المستوى الصحفي في مصر؟
نحن نعاني في مصر من مشكلة حقيقية، وقد أشرت من قبل إلى أن الصناعة تعاني بشدة.
الأزمة هنا متعددة الجوانب.. يمكن اختصارها في نقاط سريعة أهمهم:
- مستوى العاملين في المهنة يعانون من ضعف شديد في أعدادهم؛ والسبب مناهج وطرق تعليم الإعلام والصحافة في جامعاتنا.
- وجود عدد واضح ممن لم يتعلم مبادئ الإعلام من الأساس.
- الصحافة الورقية في أزمة وجود وقد تنتهي من الساحة، وهذا أمر غير صحي أو صحيح، في معظم دول العالم المتقدم أخذ الديجتال مكانته المتميزة ولكن في ذات الوقت تستمر الصحافة المطبوعة.
- قد يكون بأعداد اقل ولكن بالتأكيد بمضمون مختلف، وهذا ما لا نملكه حتى الآن.
- ما الذي يميز قلم صحفي عن غيره؟
المهنية، والعمق في التناول، والموضوعية في الطرح، والحرية المسؤولة في التعبير بصدق، والحرص على عدم السقوط في فخ النفاق، وقد تكون الكلمة الأولى "المهنية" كافية لخلق صحفي حقيقي؛ لأنها تتضمن كل ما يأتي بعدها.
- مع أم ضد المحرر الذي يعبر عن رأيه داخل الخبر؟
الخبر خبر.. والتعليق له أماكن أخرى، ليس من الأمانة المهنية أن يضع المحرر رأيه في متن الخبر، هذا أمر فيه خداع للقارئ وفيه ضياع للأمانة التي بدونها يفقد الصحفي سبب وجوده، بل ويتحول إلى بلاء على المجتمع بدلًا من أن يكون عنصرًا إيجابيًا.
- ترى أن الإعلام ما زال يؤثر في حياة المواطن المصري؟
من الأكيد أن مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" أصبحت لها مكانة كبيرة في حياتنا، ويمكن القول إن كثير منا أصبحوا يعتمدون عليها كمصدر وحيد أحيانًا للأخبار والمتابعة، لكن على الرغم من ذلك فإن للإعلام تاثيره الباقي، فهو المغذي الرئيسي للسوشيال ميديا، وبالتالي فإن تأثيره مستمر.
- ما تقييمك لدور «السوشيال ميديا» ؟
توفر المعلومات، وشفافيتها، وتقنين حرية تداولها سيكون لها أثر كبير في تحجيم الأثر السلبي للشائعات.
- ماذا تتوقع لمستقبل الصحافة الورقية؟
مستقبل الصحافة الورقية أصبح معروفا الآن بالمهنية والإبداع الذي تفتقر إليه غالبية قيادات مؤسساتنا القومية، التوزيع الكلي للصحافة المصرية أعتقد أنه لا يتجاوز ٢٥٠ ألف نسخة في اليوم، وبالتالي في توجه للاستغناء عن الورق المطبوع، ولكن جميع العالم يواجه نفس المشكلة ولكنهم وجدو طرق أخرى مختلفة لكي تدفع المشتري لشراء الصحيفة الورقية؛ لأنه يجد فيه ما لا يجده في المواقع الإلكترونية.