رامي علم الدين يكتب.. صُّومَالِنا

مصر اتخدت قرار تعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي لحماية مصالحها، ودعم الأشقاء في الصومال، كأحد مؤسسي جامعة الدول العربية، كعادة مصر دائما قضيتها الدفاع عن المصالح العربية المشتركة، وحماية الأشقاء من اي عدوان او تدخل خارجي قد يؤثر علي مصالحها المشتركة، الجيش المصري في الصومال للدفاع عن الصومال، تحرك مصر العسكري خارج حدودها بمسافة 3500 كم، وهو تحرك لم نشهده منذ حرب الكويت عام 1990، القاهرة تحاول عادتها عبر التاريخ ان تحافظ علي السلام وآمن الاشقاء المصحوب بالقوة والقدرة على حماية مصالحها واشقائها، قرار بإرسال قوات جوية مصرية إلي القاعدة المصرية في الصومال في غضب اثيوبي علي هذا القرار الجرىء، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى وتبادر في ذهني هذه الواقعة.

أبلغت المخابرات المصرية الرئيس السادات بأن إثيوبيا بدأت فى بناء سدود على مجرى النيل فامر بأرسال لإثيوبيا علنا إحتجاجا بأنها إخترقت الإتفاقات الدولية و أنه ليس من حق أى دولة على مجرى النيل أن تبنى سدا دون موافقة جميع دول حوض النيل، أنكرت إثيوبيا علنا بنائها لأى سدود فأرسل السادات علنا أيضا لأمريكا و الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إحتجاجه على بناء السدود الأثيوبية، فكان الرد علنا أيضا أن إثيوبيا لا تبنى سدود، سجل السادات جميع الردود العلنية بعدم وجود سدود فى إثيوبيا و أرسل 6 طائرات مصرية و لونها بلون واحد و بدون علم مصر و ضرب السدود كلها من مطار بجنوب السودان، هاجت إثيوبيا و أرسلت للأمم المتحدة و جميع المنظمات الدولية تشكو مصر أنها ضربت السدود وأرسلت الأمم المتحدة إلى السادات مستنكرة ضربه للسدود و تتهمه بإختراق حدود دولة أخرى، أنكر السادات و قال: هل يوجد سدود في أثيوبيا !
ألم تبلغونا بعدم وجود سدود هناك فكيف لنا أن نضرب شيء لا وجود له، رحم الله السادات.


لماذا تبتز اثيوبيا الصومال؟
هناك طموح اثيوبي كدولة حبيسة لا تنسي دعم مصر الانفصال إريتريا إعلانها جمهورية مستقلة ذات حكم سيادى، والتي حرمت إثيوبيا من سواحلها المطلة علي البحر الأحمر، حيث ترغب إثيوبيا إلي استعادة سيطرتها مرة أخرى علي مواني ومضايق المحيط، ممر هام من ممرات التجارة العالمية العابرة للقارات، وتتحكم في مدخل البحر الأحمر وبدوره تتحكم في المرور لقناه السويس ما قد يؤثر علي المصالح المصرية فى المنطقة، ابرمت مصر اتفاقيه مع الصومال برغبه وطلب من الصومال والتي وافقت علي منح مصر قاعدة عسكرية علي أرضها للحمايه وصد العدوان الاثيوبي المدفوع من أطراف صهيوني هدفها الأساسي ضرب المصالح المصرية،
مع العلم أن القوات المصرية من أفضل وأكثر القوات المنضبطة والمتعاونة والداعمة للسلام المشاركة في بعثات حفظ السلام الدولية في مختلف الدول المشاركة فيها، منذ 1960 ومصر تشارك في بعثات حفظ السلام الدولية مع الأمم المتحدة بالدول التي شهدت أو تشهد نزاعات مسلحة،القوات المصرية تواجدت في 24 دولة وشاركت في 37 مهمة دولية، قدمت القوات المصرية تضحيات جليلة واستشهد من خير جنودها وضباطها 60 شهيد علي مدي هذه السنوات، مصر بقواتها دائما كانت في خدمة بناء السلام وليس شن العدوان.


في ظل إستمرار جميع الأطراف الكارهة لمصر سعيها لتوسيع الصراع الإقليمي،وأفعال الاضطرابات، متصورة أنها بذلك ستغطي على أزمتها الداخلية ويحط الرأي العام ضدها أثر فشلها في حل الأزمات الإقتصادية ، فلا شك بأن نيران الحرب التي باتت قريبة من أراضي الشرق الأوسط، ستحرق من أشعلها ودبر لها قبل غيره، و ستمتد آثارها إلى خارج حدود الإقليم لتسبب شلل عام في التجارة الدولية حول العالم، فلا حل أمثل غير إقرار مبادئ السلام، و إعلاء حق الشعوب في تقرير مصيرها وفقاً لمعايير واحدة عادلة، والجلوس علي طاولة التفاوض، لإيجاد حل سلمي يضمن مصالح كافة الأطراف الدولية، ويظل صوت مصر يعلو بالحكمة و الرُشد، وسط صراخ و ضجيج المعارضة عديمة الرؤية بالداخل ، و صمت وعجز قليل الحيلة من متخذى القرار في الخارج ، وتبقى مصر بقواتها المسلحة صمام الأمان لكافة شعوب الأمة العربية.