رامي علم الدين يكتب.. هل قتلت طفل اليوم؟

ماذا نصنع من أجل غزة ؟
وسط استنكار الجميع، خطب السياسيين المنمقة، وغضب الشعوب، تظل آلة الحرب، وأصوات الموت والخراب تدوي في كل مكان علي أرض غزة لتعلن عجز العالم في إيقاف صرخات الأطفال العزل وسط شتاء قارس، دون مأوى أو اغاثة، لقد تجاوزت قوات الاحتلال كل الحدود الإنسانية المتعارف عليها من حروب الابادة الجماعية، التطهير العرقي أمام العالم المتحضر بزعمه، وصمة عار لن تفارقهم في التاريخ الحديث، لا ندري ماذا نفعل ونحن نشاهد ظلمَ وجبروتَ مختلٍ يتحكم في أرواح الأبرياء ويمنع عنهم حتى الماء والسند ويُرهبهم حتى داخل المستشفيات، يقصف كل ما يمكن أن يدمره دون رحمة أو هوادة، متجاهل كل القوانين الدولية علي مرأى ومسمع من العالم أجمع، إنسانيتنا التي ترفض قتل الأطفال والشيوخ والنساء بهذا الشكل الوحشي، أثبتت فشل كل ما اسموه بالقانون الدولي، حقوق الإنسان، عملية تجويع وإرهاب العزل من النساء وكبار السن والأطفال، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، وتهجير قصري للآمنين في ديارهم، من أحقر المشاهد التي ستظل في تاريخ البشرية المليئ بالقبح والظلم والاستعمار، وعلى الجميع أن يعرف أن رجفة كل طفل من الخوف تدمي قلوبنا، وتحطم وتزلزل حياتنا بأكملها، وترسم مشاهد الكره والغداء تجاه اليهود حول العالم.



المقاطعة أهم وسيلة لدعم القضية الفلسطنية، ودعم بلدنا الحبيية مصر وقدراتنا العسكرية والتفاوضية ، وتأكيدًا على إنسانيتنا ورفضنا للظلم والانتهاكات في حق الأطفال والنساء والشيوخ، المقاطعة بدأ تأثيرها ينعكس على الشركات الداعمة لقتل أطفالنا الفلسطينيين، وبدأ صداها حول العالم، لاشك ان مواقف الشعوب الداعمة لحق الإنسان في الحياة تستجيب لدعوات المقاطعة لمنتجات بني صهيون، ورافضون لكل ممارساتهم الظالمة، وبالإضافة إلى أن المقاطعة تدعم الصناعة الوطنية، فيكفينا فخر أن يُكتب على منتاجتنا مصرية 100%، مع تعزيز روح المقاومة الشعبية، فلقد استطاعت ان تعيد إحياء القضية الفلسطينية الي الاذهان، وعلي طاولة السياسيين والحكام والرؤساء حول العالم، وحجبت الضوء كليا عن حرب روسيا وأوكرانيا والتي وقف العالم عاجز عن إيقافها حتي الآن، صحوة ضمير العالم الإنساني في المجتمعات الأوربية، زيادة الوعي لدي الشعوب حول العالم بأن حرب إبادة، وأن أهل غزة لهم حق في الدفاع عن وطنهم، وأن فلسطين مغتصبة محتلة، إشهار إسلام الكثير من الغرب معرفتهم بمبادىء الإسلام والمسلمين السمحة، معرفة حقيقة الوجه الأخر للإعلام الغربي بقبحه وسياسته الحقيرة الموجهة وحالة التعتيم والاكاذيب التي حجبت الحقيقة في المجتمعات الغربية وبشاعة ما يحدث، خسارة الاحتلال للمليارات في الدعايا التي روجت بأن إسرائيل أرض الأحلام، مع توقف السياحة كليا، هجرة اعداد كبيرة من اليهود الي أوروبا خوفا من صواريخ المقاومة الفلسطينية، أظهرت مواقف شعوب خارج إطار العروبة حيث نجحت دولة جنوب أفريقيا في إدانة العدوان الإسرائيلى في محكمة العدل الدولية بلاهاي، فضحت المواقف الدولية والعربية وساهمت في تصحيح المفاهيم فأصبح من يدعم الاحتلال خائن بدل من كونه متحضر وأصبحت المقاطعة أمن قومي لا بديل عنها لدعم القضية الفلسطينية.

كُن إيجابيًا.. وادعم الحكومة المصرية في التفاوض من أجل القضية الفلسطنية،كلنا ثقة في رئيسنا السيسي وحكومتنا وشعبنا، أننا لن نتأخر حتى وإن رفض المحتل المختل فتح الحدود فلن نترككم، كم نتمنى الموت ولا نراكم في هذا الموقف، ولكن أنتم جزء من تاريخ ونضال مشرف محفور في اذهان كل العرب.
فسلاما للثابتين الواققين .. وسلاما لأهل غزة
فلسطين عربية