رامي علم الدين يكتب.. ”فازت الديمقراطية ”
رامى علم الدين المصريين بالخارجبعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن فوز الرئيس السيسى بفترة انتخابية جديدة جاءت بتأييد كاسح من أبناء الشعب المصرى الواعي بنسبة مشاركة هي الأعلي بلغت 88.6% من جملة الأصوات الصحيحة ، فى لفتة أثبتت الوعى الكامل لطبيعة المخاطر الخارجية المتمثلة فى العدوان الإسرائيلى على غزة، ومحاولة بالتهجير القصري لسكان القطاع عل حساب الأراضي المصرية، التهجير وخطورته على الأمن القومى المصرى، وتهويد القضية عل حساب مصر، وأيضاً المخاطر الداخلية المتمثلة فى الأزمة الإقتصادية الخانقة والتى لا يستطيع أى رئيس جديد التعامل معها مثل الرئيس الحالى والمنتخب لفترة جديدة ستمد إلى 6 سنوات إضافية تنتهي 2030 قادرون خلالها علي تحقيق ما تم البدأ والبناء عليه خلال 10 أعوام سابقة حافلة بالإنجازات والتطلعات لمستقبل أفضل بإذن الله ، وبناء عليه فإن اختيار الرئيس المنتخب لم يأت من فراغ، ولم يكن اختيار الشعب بهذه النسبة الكاسحة دون سبب، وهو بالتأكيد ليس فى نزهة بين أبهة الرئاسة، المهمة شاقة والتحدي عظيم، ولكن كل الشعب ثقة في قيادته الحكيمة .
لقطة ديمقراطية استثنائية بطلها رئيس مصر القادم، استقبال المرشحون الثلاثة في القصر الجمهوري، توجيه الشكر لهم علي المنافسة الشريفة، الظهور بمشهد يليق بمصر، لاشك ان ثلاثة مرشحين من طراز رفيع، وتوجهات مختلفة ومتعددة، وحرص المرشحين واحزابهم علي قبول النتيجة وعدم الطعن عليها، بل وتقديم البيانات الرسمية والتهنئة للمنافس، حازم عمر رئيس الشعب الجمهوري، الوافد الجديد للحياة الحزبية، ثاني أغلبية بمجلس النواب المصرى، وعضو القائمة الوطنية للاحزاب السياسية المصرية، تحالف الانتخابي مكون من 11 حزب، يليه المعارض المخضرم فريد زهران رئيس حزب المصرى الديمقراطي، والذي حقق نسبة ٤ ملايين صوت انتخابي، زعيم الوفد عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد ، أبرز الأحزاب التاريخية الليبرالية في مصر بما يحمله من تاريخ عميق امتد لعام 1919 وسعد باشا زغلول ثم النحاس باشا.
أعلم أن الرئيس السيسى يدخل فترته الجديدة وفى رأسه حزمة إجراءات إصلاحية لابد منها لعدة أسباب، أولها رد الجميل للشعب المصرى الذى خرج بالملايين إلى صناديق الاقتراع موجهًا رسالته للعالم أجمع: نحن مع السيسى، نحن مع استكمال المشوار، نحن مع الدواء المر، هنصبر من أجل إنقاذ مصر، سنتحمل من أجل مستقبل أولادنا، ضاربون عرض الحائط بكل الدعوات المسمومة من أهل الشر راغبي التشكيك والتخوين وبث مناخ التشاؤم في الشارع المصرى، مرت الانتخابات الرئاسية المصرية في مشهد ديمقراطي بديع ومميز وراقي عكس روح الوعي والمسؤلية الوطنية .
أما السبب الثانى بدأ الحصاد علي ما تم بناؤه، الرئيس قد أوشك فى الأيام الأخيرة من ولايته المنتهية على استكمال جميع المشروعات القومية الكبرى وتخفف من أعباء ثقيلة وكلفة عالية دفعها من شعبيته من أجل بناء الوطن، وحان الوقت للتفرغ للتخفيف عن كاهل الشعب، والبدء فورًا فى إنقاذ الاقتصاد المصرى الذي يعاني كغيره من اقتصاديات العالم من الركود، أزمات معاقبة خلفتها جائحة كورونا العالمية لعامين، ثم اشتعال حرب أوروبا الشرقية والتي أدت إلي اشتعال أسعار الوقود، والغاز، الغذاء خاصة القمح والارز وحاليا السكر، وعلي المحيط الإقليمي، السودان جنوبا، ليبيا غربا بطول الحدود، غزة اقصي الشمال الشرقي للحدود المصرية، انفلات الحوثي اقصي الجنوب الشرقي لمضيق باب المندب بوابة التجارة العالمية وشريان التنمية المستدامة المصرى المتصل بقناة السويس مصدر الدخل الأول في الاقتصاد المصرى .
انشغال الداعمين الأساسيين للملف المصرى بقضايا مشاكلهم الداخلية، إلى جانب تغير بعض التحالفات وان كان ظاهريا، السعودية أصبح لها خطتها وبرنامجها الخاص، برؤية ولي العهد السعودي، والإمارات انتهجت سياسة المصلحة أولا، وتعمل علي دعم اقتصادها من خلال خطط طموح ربنا تصطدم بالمصالح المصرية في بعض الملفات المختلفة، أخرها سد النهضة الإثيوبي الذي بات أمر واقع يصعب تغييره او التعامل معه بالطرق الدبلوماسية المعتادة، الكويت الداعم والحليف الأول لمصر لفترات طويلة اعقبت 1990 لم يعد كذلك، بسبب تغير بعض السياسات في الداخل الكويتي، واختلاف دواير الحكم والاهتمام، كما أن الكويت تعاني حاليا بشدة من سوء استغلال مواردها وثرواتها الاقتصادية، ناهيك عن الازمات العربية التي نتجت عن هجمات الحوثي علي السعودية، وتوابع حرب اليمن، الخلاف الحدودى بيت الجزائر والمغرب، وتونس البعيدة عن المشهد العربي والإسلامي، سوريا وافلاس لبنان، وتفكك العراق ثاني اكبر قوى عربية في المنطقة، انشغال الأردن بترتيب البيت من الداخل، فالاردن الأكثر تاثرا في منطقة الشام، بحرب سوريا، جماعات داعش، وحاليا تقاوم ملف التهجير لسكان الضفة الغربية والضغوط الإسرائيلية الشديدة لقبول سياسة الأمر الواقع، كونها الابنة المدللة لأمريكا في الشرق الأوسط.
بالعودة إلي الواقع المصرى نجد العديد من الملفات الشائكة داخليا وخارجيا، دعت الشعب المصرى علي التمسك باختيار الرئيس الحالي لاستكمال المهمة، الأرقام لا تكذب، والصورة كانت واضحة للجميع، لا تحتمل التقويل، لا بديل عن السيسي في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، هناك أفكار كثيرة من الممكن الاستعانة بها أو طرحها فى هذا المقال لعلها تجد طريقها إلى عقل صانع القرار منها مثلًا:
-تشكيل حكومة اقتصادية قادرة على حسن استغلال الموارد الاقتصادية المتاحة، وإدارة الملفات الشائكة، خاصة ملف الديون، وصندوق النقد الدولي، قادرة على تفعيل الأدوات الرقابية، وضبط الأسعار، توفير السلع والخدمات الأساسية واللوجستية تحظي برضا المواطن المصرى .
تمت إعادة توجبه رسالة بواسطة علاء
علاء سحلول
- محاولة الاستفادة من التغيرات الحالية في العالم، وبدأ انتهاء العالم أحادي القطب إلي عالم متعدد الاقطاب، ودراسة المصالح المصرية ومدي قربها او بعدها من السياسة الخارجية لهذه القوى، لاسيما استغلال البريكس، في فتح أسواق جديدة مع قوىعالمية مختلفة بعيدة عن الاستحواذ الأمريكي وسيطرة الدولار.
- تحويل استصلاح الصحراء والتصنيع والصناعات التكميلية وتوطين التكنولوجيا الحديثة إلى مشروع قومى طيل الأجل وهى جميعها مجالات سريعة المردود وتوفر أفضل الحلول لمصر التصدير وتشغيل الشباب والإنتاج.
- إعادة الاقتصاد إلى ما كان عليه قبل ٢٥ يناير وتمكين القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية مع الفصل الكامل بين المال والسلطة، وضع قوانين تخدم الاقتصاد الجزئي والكلي، قوانين تصلح للتنفيذ والاستفادة منها ما يخدم الدولة .
- إقامة مدن على طول صحراء الصعيد أشبه بالعاصمة الإدارية وتكون عواصم إدارية للمحافظات وتكون مدنا متكاملة صناعية سكنية، وتكون أسعار الأراضى فيها رخيصة بعض الشيء لجذب الصناع ورجال الأعمال، ولقد نجحت الدولة خلال الفترة السابقة في تحقيق انجازات عظيمة في هذا المجال، من خلال ضخ مدن جديدة من خلال هيئة التطوير العمراني، وزارة الإسكان، الهيئة الهندسية للقوات المسلحة .
- مصر تحتل المركز الثالث من بين الدول المحجرية العشر على مستوى العالم ويجب تنظيم ثروات مصر وتعظيم الاستفادة منها، إعادة استغلال منجم السكري بشكل أفضل، الرمال السودا والبيضاء، المحاجر الممتدة في صحراء مصر .
المرحلة الجديدة فى تلك الفترة الرئاسية مرحلة فارقة فى تاريخ مصر، ويجب استثمار كل الأفكار والاستعانة بكل الكفاءات خاصة في الخارج، المصريين بالخارج قوة اقتصادية دبلوماسية لا يجب التفريط فيها، ويجب مد جسور التراصل المستمر معهم من خلال القنوات الشرعية، والوزارات المعنية، المؤتمرات، والجولات الرئاسية المصرية في الخارج، لبناء وطن مزدهر قادر على مواجهة التحديات والدخول إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًا مع نظام سياسى قائم على أسس الحكم الرشيد، وبناء قاعدة كبيرة من الشباب المتخصص المدرب الواعي، القادر علي استكمال المسيرة والبناء، وتحمل المسؤولية المستقبلية ما يخدم مشروع الجمهورية الجديدة..
مبروووك لمصر فلقد فازت الديمقراطية رغم أنف الحاقدين .