د. محمد حجازى يكتب ..الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤ م ومسار التطور الديموقراطي في مصر
د محمد حجازى المصريين بالخارجاحتلت عبارة الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤ م الموقع الأهم ضمن مفردات الخطاب السياسي والإعلامي والحزبي الحالي وسط اهتمام مصري وترقب دولي .
تأتي أهمية هذه الانتخابات عن سابقيها من انتخابات رئاسية تالية لثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣ ، في أنها تأتي في فترة عصيبة من عمر مصر ، حيث تواجه مصر تحديات إقليمية جيو سياسية تمس بقوة قوة الدولة المصرية ومصلحتها العليا وأمنها القومي الشامل وخاصة أمن الحدود مع التصعيد من جانب الطرف الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة وإصراره علي التهجير القصري لسكان قطاع غزة من شمال غزة الي جنوب غزة .
بصفة عامة ،تعد الانتخابات هى جوهر الممارسة الديموقراطية ، فهى من أهم ٱليات مسالك الديموقراطية. حيث ان الانتخابات هى بوابة الديموقراطية التى تدعم نظام الحكم فى أية دولة وتنظم أمورها.والحق فى الانتخاب يعد من أهم الحقوق السياسية التى يكفلها دستور الدولة لمواطنيها للمشاركة في الحياة السياسية عبر مستويات متعددة للسلطة .
تعد المشاركة في الانتخابات مؤشرا علي مدي ديموقراطية النظام السياسي الحاكم . وهو أيضا سبيلا لتحقيق التنمية المستدامة .
إن من أهم الحقوق السياسية التي كفلها الدستور المصري للناخبين حق التصويت حتي يتسني لهم المشاركة في الحياة السياسية في الدولة من خلال اختيار رئيسهم وممثليهم في البرلمان .
إن المشاركة السياسية للناخبين في الانتخابات حق وواجب دستوري انطلاقا من مبدأ سيادة الشعب والذي نصت عليه المادة ٤ من الدستور المصري الحالي بالإضافة إلي نص المادة ٨٧ من الدستور المصري الحالي
إن مصر قد قطعت شوطا كبيرا في مسار التطور الديموقراطي حيث تجاوزت مرحلة التحول الديموقراطي بجناحيها . الجناح الاول : التأكيد علي أن السيادة للشعب باعتباره مصدر كل السلطات
الجناح الثاني : توسيع نطاق المشاركة السياسية بمعني تمكين المرأة والشباب والأشخاص ذوى الاعاقة في الحياة السياسية وهو ما تحقق بحصول المرأة علي عدد ١٦٢ مقعد من إجمالي مقاعد مجلس النواب والبالغ عددها ٥٩٦ مقعد بنسبة ٢٨%
. وهو ما تحقق أيضا بحصول الشباب علي عدد ١٨٥ مقعد من إجمالي مقاعد مجلس النواب بنسبة ثلث مقاعد المجلس. وهو ما تحقق بحصول الاشخاص ذوي الاعاقة علي عدد ٨ مقاعد من إجمالي المقاعد. وهو تمثيل ملائم للأشخاص ذوى الاعاقة
وبقدر المشاركة الايجابية التى شهدتها انتخابات الرئاسة المصرية عام ٢٠١٤ م والاولي بعد ثورة ٣٠ يونيه بخروج ٢٦ مليون ناخب من إجمالي ٥٤ مليون ناخب بنسبة مشاركة ٤٨%
وبمشاركة إيجابية في انتخابات الرئاسة الثانية عام ٢٠١٨ م بخروج ٢١ مليون ناخب من إجمالي ٦٠ مليون ناخب بنسبة مشاركة ٥١٪ . نأمل زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية الثالثة مع زيادة عدد الناخبين من ٦٠ مليون ناخب الي ٦٥ مليون ناخب في ظل إدراك الناخبين لخطورة المرحلة التي تمر بها مصر وبما يصب في صالح المسار الديموقراطي في مصر . حيث تعد زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية مؤشرا إيجابيا علي ديموقراطية النظام السياسي الحاكم .
ان مشاركة الناخببن فى هذه الانتخابات هى الأساس الذى ستدخل به مصر مرحلة البناء الديموقراطي السليم من أجل توفير حياة ديموقراطية سليمة . وفي نفس الوقت ستضع مصر علي مسار الانتقال من كونها دولة ثابتة الي كونها دولة قوية .
واخرا وليس اخيرا سوف يقود الي تحقيق أهداف التنمية المستدامة ( رؤية مصر ٢٠٣٠ ) وفي مقدمتها أن تصبح مصر من بين أفضل ٣٠ اقتصاد علي مستوى العالم بحلول عام ٢٠٣٠