سشات سيدة المعرفة و امينة أسرار الكون و سيدة الهندسة و المعمار في مصر القديمة
سامح طلعت المصريين بالخارجسشات هى أحد النترو ( الالهية) فى مصر القديمة صورها الفنان المصرى القديم دائما و هى تحمل فى يدها اللوح و القلم , و على رأسها نجمة سباعية (لها 7 أشعة) و ترتدى جلد الفهد
كانت سشات عند قدماء المصريين هى أمينة مكتبة الكون العالمة بالأسرار و حافظة علم نشأة الكون و تطوره
و هى سيدة احصاء السنين التى تحصى دورات الزمن و تحدد عدد سنوات حكم ملوك مصر العظام .
لسِشات أهمية كبيرة في مصر القديمة, فقد صورت على هيئة سيدة فوق رأسها الرمز المميز لها وهو نجم ذو سبع وحدات ليدل على ارتباطها بالفلك والسماء وترتدي جلد الفهد الذي يدل على وظيفتها في تحديد القدر والمصير.
وقد لقبت سِشات بعدة ألقاب منها سيدة الكتابة, سيدة المكتبة, ذات القرون السبع وهو رمزها الذي يدل على ارتباطها بالعلوم السبع الذي اعتبرت هي سيدة لهم وهم الفلك والكتابة والسحر والعمارة والطب والحساب والعلوم.
ارتبطت سِشات ارتباطا كبيرا بالملكية حيث شاركت في مناظر التتويج الملكي, والتوحيد للأرضين, وكذلك الختان للأطفال المملوك, وظهرت وهي تكتب سنوات حكم الملوك وأعياد اليوبيل فوق شجرة الحياة لتهب لهم ملايين السنين على العرش حيث تهبهم الأبدية والبقاء والاستمرارية كملوك فوق العرش. كما ظهرت في هذا الدور مع الآلهة أيضا لتكتب الأبدية فوق سعف النخيل.
وكان لها دورا هاما في علم الفلك، فهي التي تحدد اتجاه الشمال بتحديدها النجم القطبي الشمالي, كذلك ارتبطت بنجم الشعري اليماني، نجم الشمال الذي بظهوره يبدأ اليوم الأول للفيضان كبداية للعام الجديد.
وظهر دورها الكبير في العالم الآخر, فهي التي تبني المقبرة للمتوفي, وتمده بما يلزمه في العالم الآخر, وتوصله في المقبرة, وتحمي جثمانه, وتجلس جانبه في المحاكمة, وتحميه من أخطار العالم الآخر بسحرها فهي سيدة السحر.
وعلى الرغم ان سِشات لم يكن لها عبادة محلية إلا أنه ظهر لها كهان من الأسرة الثالثة واستمرت الأعمال الكهنوتية لسِشات حتى العصر اليوناني الروماني.
و سشات هى التى أهدت قدماء المصريين علم المعمار الفلكى (Archeo-Astronomy) . و يقول المهندس البلجيكى روبرت بوفال صاحب كتاب ( The Orion Mystery) أن قدماء المصريين هم من ابتكر علم المعمار الفلكى و اليهم يرجع الفضل فى ظهوره للبشرية . و علم المعمار الفلكى هو ذلك العلم الذى يربط المعمار بالأجرام السماوية مثل أهرامات الجيزة الثلاثة و تناظرها مع نجمات حزام أورايون (مجموعة الجبار) و مثل معبد أبو سمبل و توجيهه فلكيا لتتعامد أشعة الشمس على قدس أقداسه فى يومين محددين فى السنة دون غيرهما .
و أهم خطوة فى المعمار الفلكى كانت طقوس شد الحبل , و شد الحبل ليس لعبة و لكنها مراسم و اجراءات تحديد الاتجاهات الفلكية للمعبد أو الهرم الذى ينوى الملك بناؤه , و كانت تلك الطقوس هى الخطوة الأهم فى اقامة أى صرح معمارى (مثل وضع حجر الاساس حاليا) و من أهميتها كان الملك لا ينيب عنه مندوب لأدائها بل يجب أن يقوم بتلك المراسم بنفسه , و تشاركه المراسم كاهنة (و ليس كاهن) تقوم بدور سشات و ترتدى جلد الفهد .
و فى طقوس شد الحبل كان الملك يمسك بطرف حبل فى يد و بالمطرقة و الوتد فى اليد الأخرى و تمسك بالحبل من الناحية الأخرى كاهنة سشات المتمكنة من علوم الفلك و الهندسة المعمارية و علم نشأة الكون فتقوم بمتابعة حركة النجوم فى السماء و تحدد اتجاهات المعبد باستخدام الحبل الذى يتم شده بين الطرفين و تثبيته من الناحيتين بالوتد و المطرقة ليعرف البناؤن الاتجاهات للحوائط و الأركان و الزوايا بما يتناظر مع النجوم و الأفلاك .
و يقوم بتلك المهمة الخطيرة كاهنات و ليس كهنة رجال
و هذا دليل على أن الكهانة فى مصر القديمة لم تكن حكرا على الرجال فقط , لأنها كانت وظيفة "علمية" و ليست دينية , فكاهنة سشات هى عالمة متخصصة فى علوم الفلك و الهندسة المعمارية و علم نشأة الكون تقوم بمهمة علمية و ليست طقوس دينية شكلية