الزوجة الصالحة متاع الدنيا.. بقلم د فوزي الحبال
دكتور فوزى الحبال المصريين بالخارجقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) .
والمتاع هو الشيء الذي يحصل التنعم به، والانتفاع به وقتاً محدوداً ثم بعد ذلك يزول، فهي شيء يتمتع به، كما يتمتع المسافر بزاده ثم ينتهي .
والله تعالى وصف الدنيا بهذه الأوصاف، فقال تعالي { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ } [غافر:39]
ووصفها بأنها زينة ولهو يتفاخر فيها المتفاخرون ثم تتلاشى وتذهب، وتبقى أعمال الناس وما كانوا عليه من صلاح أو فساد، وأما متاعها فإنه يذهب، سواء كان الإنسان يعمل الصالحات، يتمتع بالمباحات، أو يعمل الأمور السيئة .
إذا وفق الإنسان لامرأة صالحة في دينها وعقلها فهذا خير متاع الدنيا لأنها تحفظه في سره وماله وولده، و المرأة الصالحة هي التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، يعني عليك بها، فإنها خير من يتزوجه الإنسان، فذات الدين وإن كانت غير جميلة الصورة، لكن يجملها خلقها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك و هي أفضل متاع الدنيا، التي تكون بهذه المثابة، فإذا وجدت المرأة بهذه الأوصاف من الأخلاق الفاضلة، والمرأى الحسن، والديانة، والحفظ والصيانة، وحسن الرعاية في ماله وولده، فهذا هو الكمال في الزوجة، وبيان أهم الأمور التي تُعينها على أمرِ دينها ودنياها، حتى يصل الزوجان إلى الغاية المرجوّة من الزواج .
الحرص على الابتسامة الدائمة بين الزوجين، ونشر روح الدُعابة والمرح بينهما، حيث إنّ ذلك من وسائل التصدّي لضغوطات الحياة، ومشاكلها، والأحداث التي تحصل بها، وتحقيق الرضا في النفوس عن الحياة .
فالدنيا في حقيقتها دار سفر ينبغي أن تجعل متاعًا فيتزود منها بما يستعان به على قطع الطريق فيها، وليحرصِ المرءُ على خيرِ متاعِ الدنيا ألَا وَهوَ المرأةُ الصالحةُ، فليُحْسنِ اختيارَ المتاعِ، كما في الأحاديثِ الأخرى "فاظفرْ بذاتِ الدينِ تَرِبَتْ يداكَ".
وكما يحرِصُ الإنسانُ على الحفاظِ على متاعِه أنْ يصيبَه شيءٌ فَتَتَعَطَّلَ مصالحه، فتجدُه يُحافظُ على ما معهُ منْ طعامٍ وشرابٍ حرصًا علَى أنْ يَصِلَ إلى مُبْتَغَاهُ، وكذلكَ يَحرصُ على وسيلة الاتصال التي معه خوفًا مِنْ أنْ تُصابَ بِعَطَبٍ أو خللٍ بسببِ إهمالِه أو تقصيرِه فتتعطلَ أو تَتَنَكَّدَ حياةُ السَّفَرِ، ويفقده أحوج ما يكون إليه، وقد يكون ذلك سببًا لهلاكه وسط البرِّيَة، فكذلكَ يجبُ الحفاظُ علَى المرأةِ، بعد الحرصُ على الظَفَرِ بالصالحةِ، فغير الصالحة قد تعيقه في سفره أو تؤخره .
وكذلك الرجلُ متاعٌ للمرأةِ، فعلَى المرأةِ ووليِّها أنْ يُحسِنَا اختيارَ زوجِها .