الصحة الإلكترونية ومثل فعلي في تطبيقها ...بقلم دكتور هشام محمد علي
دكتور هشام محمد على المصريين بالخارجمنذ ظهور عالم الإنترنت والبيئة الرقمية ، استخدمت التجارة الإلكترونية على نطاق واسع، وأصبح بعدها الجميع يتحدث عن الصحة الإلكترونية. في عام 1995م ، لم يكن هناك سوى عدد قليل من المواقع التي لديها معلومات صحية ثابتة، عدد زوار هذه المواقع الصحية أصبح في تزايد ، والحاجة لمزيد من المعلومات الصحية الألكترونية أصبح أكثر تطلبا بنهاية عام 1999م. مصطلح الصحة الألكترونية بدأ استخدامه في بدايات عام 2000م منذ بداية الطب الحديث ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الصحة الإلكترونية الثورة الأكثر أهمية في الرعاية الصحية الحديثة.
الصحة الإلكترونية هي استخدام تكنولوجيا الاتصالات (ICT) والمعلومات عبر مجموعة كاملة من الوظائف التي تعمل على تحسين فعالية وكفاءة الرعاية الصحية. وقد تم الاعتراف بها من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم، (معهد الطب 2001) ، وهي تغطي أكثر المعلومات الطبية بل تؤدي إلى المزيد من الخدمات، ورعاية المرضى والمعلومات السريرية.
العديد من البلدان في الاتحاد الأوروبي واستراليا وأمريكا الشمالية وآسيا لديها استراتيجيات وطنية رامية إلى تطوير البنية الأساسية للمعلومات الصحية لتحسين جودة الخدمة، وسلامة المرضى وكفاءة الرعاية من خلال دعم الممارسة السريرية وتمكين الوصول إلى سجل صحي الكتروني (EHR).
نستطيع تعريف الصحة الإلكترونية على انها استخدام التطبيقات الصحية المختلفة عبر شبكات مثل شبكة الإنترنت أو الانترانت للحصول على التفاعلات المهنية بين جميع أصحاب المصلحة وتبادل المعلومات الصحية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
الفوائد والتحديات:
هناك العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من خلال تنفيذ مشاريع الصحة الإلكترونية ولكن في نفس الوقت هناك عدة عيوب. ومن المتوقع أن الصحة الالكترونية تسعى الى تحسين أجزاء مختلفة من الرعاية الصحية مثل الجودة والتكلفة، والرعاية الصحية، والتعليم، والبحوث، والمعرفة ، بالأضافة إلى:
· الصحة الإلكترونية سوف تقلل من تكاليف الوظائف والإجراءات الصحية. وأفضل مثال على ذلك هو التطبيب عن بعد حيث انها ستخفض تكلفة السفر في حالة الإحالة من مستشفى الى مستشفى. وهذه التكلفة المخفضة ستكون مفيدة لكل من المرضى والنظام الصحي
· أستخدام الصحة الالكترونية سوف يكون أسرع لاسترجاع البيانات والبحث عن أي معلومات، والذي بدوره سيوفر الكثير من الوقت على عامل مهام معالجة البيانات.
· تنفيذ استخدام الصحة الإلكترونية سوف يساعد على تحسين نوعية الرعاية الصحية والحد من الأخطاء الطبية، هذه النوعية من جودة المعلومات سوف تتيح للمعنيين اتخاذ قرارات سليمة وإجراءات دقيقة لجميع مستويات الإدارة والمستويات التشغيلية
· أستخدام الطرق التقليدية سوف تجعل أمر فقدان المعلومات أو السجلات الطبية أسهل ، بينما من خلال الصحة الألكترونية سوف يكون أمر الأزدواجية أو فقدان المعلومة الصحية نسبته ضئيللة جدا جدا ، وتتيح للمريض مشاهدة بياناته الصحية ، كما تزيد من نسبة رضى المريض من خلال التفاعل مع البريد الإلكتروني، والبوابة الصحية الإلكترونية، وجدولة المواعيد، وأنظمة التكامل مع مختلف الأنظمة
· الصحة الألكترونية تسهل من عملية التواصل والتنسيق بين مختلف المؤسسات الصحية وجميع أصحاب المصلحة من خلال تبادل البيانات والمعلومات والتقارير والأحصاءات وغيرها.
· تحسن من دقة التشخيص الطبي
· سهولة أصدار أي نوع من الإحصاءات والتقارير للمساعدة في الخطط المستقبلية.
العديد من الفوائد يمكن العثور عليها جراء استخدام الصحة الإلكترونية ولكن في نفس هناك العديد من العيوب. تعتمد هذه العيوب والتحديات على البلد الذي يتم فيه تنفيذ ذلك.
واحدة من أكبر التحديات هو سلوك المريض وتقبله لأستخدام التقنية الصحية ، كذلك أستخدامات الأطباء للتقنية ولاسيما الحواسيب. التنظيم في البلاد والقوانين والآثار الأخلاقية المترتبة على استخدام تكنولوجيا المعلومات الصحية والاتصالات هي التحديات الأخرى.
تطبيقات الصحة الإلكترونية
الصحة الإلكترونية هو مظلة للعديد من التطبيقات الصحية لتكنولوجيا المعلومات (IT) وإدارة الخدمات الصحية. هذه التطبيقات في تزايد دائم لتلبي الاحتياجات الصحية الجديدة وتنشأ أنظمة ذكية لتحسين خدمات الرعاية الصحية.
هناك بعض التطبيقات الحيوية التي تعد المفاتيح الرئيسية للصحة الإلكترونية وبعضها لا يزال قيد التطوير أو تعمل في بعض البلدان المتقدمة. واحدة من المفاتيح الرئيسية في تطبيق الصحة الإلكترونية هي السجلات الصحية الإلكترونية (EHR). التطبيب عن بعد هو تطبيق آخر، وهذا التطبيق يمكن استخدامه للمتابعة الطبية والتشخيص الطبي وإدارة المرضى بأستخدام وتكامل مع انظمة اخرى مختلفة مثل المتابعة الألكترونية (Tele-monitoring) وأنظمة المؤتمرات التلفزيونية (Tele-Video Conferencing).
التمويل ونظام إدارة االمعلومات الصحية هي أحدى مفاتيح التطبيقات الرئيسية للصحة الإلكترونية. وعلاوة على ذلك، الصيدلة الألكترونية التي تحتوي على وصفة طبية إلكترونية وكذلك نظام المخازن الطبية وغيرها. البوابة الصحية للمريض هي أحدى التطبيقات التي تمكن المريض من الوصول لبياناته الصحية والتفاعل مع اهتمامات الرعاية الصحية الأخرى. الصورة التالية تبين بعض من تطبيقات الصحة الألكترونية وطرق التواصل بينها.
الصحة الألكترونية في سلطنة عمان
عززت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة لتقنية المعلومات (DGIT) استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأصدرت نظاما صحيا أطلق عليه نظام الشفاء، وهو نظام شامل لإدارة المعلومات الصحية وقد نفذ في العديد من المستشفيات بسلطنة عمان سواءا كان تابعا لوزارة الصحة أو غيرها من الوحدات الحكومية الصحية. يتضمن هذا النظام للمرضى الداخليين والمرضى الخارجيين ونظم الأشعة الألكترونية (PACS) والمختبرات الطبية. حيث يدمج تدفق بيانات المريض، ويخلق بيئة خالية من التعاملات الورقية لتحسين نوعية الخدمة ومساعدة الأطباء لتقليل الوقت للتركيز على المرضى بدلا من من البحث في الأوراق عن المعلومات الصحية. وعلاوة على ذلك، فإن هذا النظام يوفر خدمة الرسائل النصية (SMS) كتذكير للمرضى لمواعيد زياراتهم العيادة أو الترقيد.
تكنولوجيا التصوير الطبي الإلكتروني (PACS) هو نظام آخر مستخدم في أكثر من مستشفى لتمكين الأطباء عرض الصور الطبية عن طريق الحاسب الآلي بدلا من التركيز على الأفلام.
الإحالة الألكترونية (التحويل الألكتروني) (e-Referral) هو نظام يتيح للطبيب تحويل مريض من أجل الأستشارة الطبية أو لتحديد موعد بالمستشفى المراد التحويل له أو من أجل أشعة أو فحص مختبري ، الأمر الذي يمكن تبادل معلومات الريض بين المؤسستين الصحيتين.. سيقوم النظام بتنبيه المجموعة المعنية لتلقي الإحالة، وبالتالي فإنها يمكن الرد على مشورة أو تحديد موعد للمريض وهو نظام مربوط كذلك بالرسائل النصية (SMS).
نظام التبليغ الألكتروني (e-Notification) هو النظام الذي سوف يتم ربطه مع نظام الأحوال المدنية لتبادل البيانات من الولادات الجديدة والإخطارات للوفيات إلكترونيا. على الجانب الآخر ستوفر وزارة الصحة مع البيانات الديموغرافية عن طريق الوصول المباشر إلى البيانات بطاقة الشخصية. أضف إلى ان النظام يعني بالتبليغ عن الحالات المرضية المعدية وغير المعدية وربطها مع الدوائر المعنية للوقوف على هذه الحالات.