الانتخابات الأمريكية وتقوية الوطن
م.أشرف الكرم المصريين بالخارجطالعتنا النتائج شبه النهائية لنتائج الانتخابات الأمريكية بما يفيد إعلان المرشح "بايدن" على نظيره "ترامب" في منافسات طاحنة يستخدم فيها كل منهما وأنصارهما كل ما يمكن من أساليب الدعاية وبما يفيد بأن كل منهما هو الأصلح أمام الناخب الأمريكي.
كل هذا لا غرابة فيه مطلقًا، بل هو متوقع ولا غرابة،إلا أن الأمر الذي يدعو إلى التحليل والتأمل، هو متابعة بعض الشعوب العربية لتلك الانتخابات الأمريكية، وكأنها تحمل الأمل مع أحدهما والخوف من الآخر، بما يشعرنا بأن الملاذ سيكون مع هذا ولن يكون مع ذاك.
مع أن الأمر لا يعدو تغييرًا في رأس الدولة التي لها استراتيجيات راسخة لأهداف معلنة وليست خفية، تؤدي كلها إلى مصالح الولايات المتحدة وحدها وحليفتها المصون في الشرق الأوسط دونما أدنى شك، وبالفعل فإن أيا من المرشحَين لن يحيد عن تلك الأهداف الاستراتيجية التي يُخطِط لها مؤسسات في دولتهم لا تُخطِيء مصالح أمريكا وحليفتها، دون النظر إلى أي مصالح أخرى.
وحتى إذا حدث ووجدنا بعض التقارب بين أمريكا وأي من بلادنا العربية، فإن هذا لن يعدو إلا أنَّ مصالحَ أمريكا قد تواكبت مع مصالحنا بشكل ليس مقصودًا في ذاته.
اقرأ أيضاً
ورغم أن كل ما ذكرته قد لا يكون جديدًا في واقع الأمر لكل من يتابع مجريات الأحداث، إلا أن الذي استغربه وأراه جديدًا هو تعلق البعض بفوز أحد المتنافسين دون الآخر، في صورة أراها غريبة وعجيبة بعد أن ثبت لنا كل ما ذكرته آنفا.
والذي كنت أتوقعه من بني جلدتي تجاه الانتخابات الجارية -والتي شارفت على الإنتهاء- هو التركيز على كيف تكون نتائج تلك الانتخابات مجرد أوراق تتبدل عبر السنين في وجود صلابة وجساءة لقلب إدارة دولِنا العربية وعلى رأسها وطننا مصر.
ونحن لن نصل لذلك إلا بتقوية الدولة ممثلة في مؤسساتها المتعددة، والوقوف معها في كل قضايانا بشكلٍ يزيد من صلابتها وقوتها بما يجعلها قادرة على مواجهة أي تغيّرات تحدث في شخوص الانتخابات الأمريكية ونتائجها.
وبأن نركز على دعم إقتصادنا وتنميته بشتى وسائل العمل الجماعي لاستخلاص النتائج المرجوة لتكون في خدمة الوطن.وأن نسعى بكل ما نملك في سبل البحث العلمي الذي يرتبط بأهدافٍ تقنية تطبيقية، نصل بها إلى تقوية مركز الوطن على الساحة العالمية لنكون فاعلين في حضارة اليوم.
وأن نترك التنافر والتناحر والاحتداد بين من يؤدي ومن ينتقد الأداء، ليكون لدينا الناقد غير الجالد، والمعارض الذي يشد من أزر المفاوض، وليصبح بيننا مؤدي يبحث عن النقد من أجل تطوير منظومات العمل والذي يصل بنا إلى رفعةِ شأن هذا الوطن.
بمثل هذا التفاعل مع الوطن، يجب أن نكون، حتى نصل إلى متابعة الانتخابات الأمريكية ونتائجها بشكٍل هاديءٍ، غير مترقب لنتائجها بفرائص مرتعدة ولا بآمال راجية، حيث لن يفرق حينها معنا نتائج تلك الانتخابات ولا سياسات الدولة الأمريكية تجاه بلادنا في شيء كثير.