السؤال الصعب..... هل ستسهم كورونا في الإجابة عليه؟
علاء سحلول المصريين بالخارجكتب : د.أحمد سماحه
ثمة كائن لابري إلا بالمجهر الدقيق جدًا أربك العالم وأجهز علي كثير من المعتقدات السائدة حول مايسمي بالقوي العظمي وغيرها.هذا الكائن المسمي (كورونا) جعلنا نطرح العديد من الأسئلة ولكن أهمها من وجهة نظري هو:
من الذي سيكتب تاريخ العالم بعد أمريكا،أي من سيكون له التأثير علي شؤون العالم السياسية والإقتصادية والعسكرية والثقافية؟
يبدو هذا السؤال سابقا لأوانه.. كما تبدو الإجابة عنه صعبه ولكن القارئ الجيد لواقع نعيشه الآن والمتتبع لدورات القوى وحركة التاريخ يجد أن هناك من سيضطلع بهذه المهمةغير أمريكا،فتاريخ العالم ساهمت في كتابته أمم عديده وكان لنا نحن العرب دور في كتابة هذا التاريخ لايستطيع أحد إنكاره ،فقد أسهمنا وربما أملينا علي العالم فكرنا وحضارتنا المصرية القديمة والعربية وثقافتنا يومًا ما.
لقد شهد التاريخ نشوء وسقوط قوي عديدة كان لها من التأثير ماجعلها تفرض هيمنتها وفكرها، ولن أعود الي الماضي لأستدعي الإمبراطوريات بما فيها اليونانية والرومانية والفارسية وغيرها،ولكننا سنقف عند أعتاب التاريخ الحديث لنرصد نشوء وسقوط دول وقوي مثل الدولة العثمانية وأسبانيا وفرنسا وبريطانيا العظمي وألمانيا والإتحاد السوفيتي مؤخرًا.
ولن تتوقف عملية النشوءةالسقوط بين القوي العظمي، وهي عمليات ذات نسب نمو وتغيرات تكنولوجية تفضي الي تغيرات في موازين القوي الأقتصادية العالمية التي تعتمد علي الموازين العسكرية والسياسية والأقتصادية.
لقد عاش العالم طويلًا في عالم القطبين الذي كان قائمًا بأبعاده العسكرية والاقتصادية والفكرية والصراعات والحروب البارده والساخنه في سراييفو والعراق وافغانستان وغيرها.مما انعكس علي تاريخ العالم خصوصًا(الثالث)، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي اضحينا نعيش في عصر القطب الواحد.
إن عملية سقوط وارتقاء القوي الظمي معقده ولكنها حتمية وتتبدي ارهاصاتها الآن مع هيمنة الفيروس القاتل خاصة ونحن نري القوي العظمي الوحيدة في العالم تعيش مأساة توازي بل تزيد عن اي دوله صغيرة في العالم ،الإقتصاد ينهار المظاهرات تنتشر والدعوة الي العدالة والمساوة يعلو صوتها .
ويبقي سؤالنا قائمًا وإن كان البعض يراهن علي الدور الصيني من منطلق تعاظم القوي الإقتصاديه لها لتفوق اليابان والمانيا وروسيا وغيرها.
إن الإجابة علي السؤال الذي طرحناه في البداية سيحددها عوامل كثيرة كما أشرنا وستلعب وسائل الاتصال الحديثه دورًا هامًا في ذلك ويبقي السؤال مطروحًا بقوة الآن رغم وجود أمريكا علي رأس العالم.