×
4 جمادى أول 1446
6 نوفمبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

معاذ بن جبل والروم

معاذ بن جبل والروم
معاذ بن جبل والروم

الروم:
"أخبرونا ما تطلبون؟ وإلام تدعون إليه؟ وما أدخلكم بلادنا؟ وتركتم أرض الحبشة وليسوا منكم ببعيد، وتركتم أرض فارس وقد هلك ملك فارس وهلك ابنه، وإنما تملكهم اليوم النساء ونحن ملكنا حي، وجنودنا عظيمة كثيرة، وإن اقتحمتم من مدائننا مدينة، أو من قرانا قرية، أو من حصوننا حصنًا، أو هزمتم لنا عسكرًا، أظننتم أنكم قد ظفرتم بجماعتنا؟ وأنكم قد قطعتم حربنا عنكم؟ أو فرغتم ممن وراءنا منا، ونحن عدد نجوم السماء وحصى الأرض! وأخبرونا لم تستحلون قتالنا، وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا؟ ".

معاذ بن جبل:
أول ما أنا ذاكر حمد الله الذي لا إله إلا هو، والصلاة على محمد نبيه صلى لله عليه وسلم، وأن أول ما أدعوكم إلى الله أن تؤمنوا بالله وحده، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن تصلوا صلاتنا وتستقبلوا قبلتنا، وأن تستنوا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وتكسروا الصليب، وتجتنبوا شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، ثم أنتم منا ونحن منكم، وأنتم إخواننا في ديننا، لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإنأبيتم، فأدوا الجزية إلينا في كل عام وأنتم صاغرون، ونكف عنكم، وإن أنتم أبيتم هاتين الخصلتين فليس شيء مما خلق الله عز وجل نحن قابلوه منكم، فابرزوا إلينا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، فهذا ما نأمركم به وما ندعوكم إليه.

وأما قولكم: "ما أدخلكم بلادنا وتركتم أرض الحبشة وليسوا منكم ببعيد، وتركتم أهل فارس، وقد هلك ملكهم" فإني أخبركم عن ذلك: ما بدأنا قتالكم؛ لأنكم أقرب إلينا منهم، وإنكم عندنا جميعًا بالسواء، وما جاءنا كتابنا بالكف عنهم، ولكن الله عز وجل أنزل في كتابه على نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} وكنتم أقرب إلينا منهم، فبدأنا بكم لذلك، وقد أتاهم طائفة منا وهم يقاتلونهم، وأرجو أن يظفرهم الله ويفتح عليهم فينصر.

وأما قولكم: "إن ملكنا حي، وإن جنودنا عظيمة، وإنا عدد نجوم السماء وحصى الأرض" وتوئسونا من الظهور عليكم فإن الأمر في ذلك ليس إليكم، وإنما الأمور كلها إلى الله، وكل شيء في قبضته وقدرته، وإذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وإن يكن ملككم هرقل فإن ملكنا الله عز وجل الذي خلقنا، وأميرنا رجل منا، إن عمل فينا بكتاب ديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم أقررناه علينا، وإن عمل بغير ذلك عزلناه عنا، وإن هو سرق قطعنا يده، وإن زنى جلدناه، وإن شتم رجلًا منا شتمه كما شتمه، وإن جرحه أقاده من نفسه، ولا يحتجب منا. ولا يتكبر علينا، ولا يستأثر علينا في فيئنا الذي أفاءه الله علينا وهو كرجل منا.

وأما قولكم: "جنودنا كثيرة" فإنها وإن عظمت وكثرت حتى تكون أكثر من نجوم السماء وحصى الأرض، فإنا لا نثق بها ولا نتكل عليها، ولا نرجوا النصر على عدونا بها، ولكنا نتبرأ من الحول والقوة، ونتوكل على الله عز وجل، ونثق بربنا، فكم من فئة قليلة قد أعزها الله ونصرها وأغناها، وغلبت فئة كثيرة بإذن الله، وكم من فئة كثيرة قد أذلها الله وأهانها، قال تبارك وتعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} .

وأما قولكم: "كيف تستحلون قتالنا وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا" فأنا أخبركم عن ذلك: نحن نؤمن بنبيكم، ونشهد أنه عبد من عبيد الله، وأنه رسول من رسل الله، وأن مثله عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: كن فيكون، ولا نقول إنه الله، ولا نقول إنه ثاني اثنين، ولا ثالث ثلاثة، ولا إن لله والدًا ولا إن له صاحبة ولا ولدًا، ولا إن معه آلهة أخرى، لا إله إلا هو، تعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا، وأنتم تقولون في عيسى قولًا عظيمًا، فلو أنكم قلتم في عيسى كما نقول، وآمنتم بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم كما تجدونه في كتابكم، وكما نؤمن نحن بنبيكم، وأقررتم بما جاء به من عند الله، ووحدتم الله، ما قاتلناكم، بل كنا نسالمكم ونواليكم ونقاتل معكم عدوكم".

فلما فرغ معاذ من خطابه قالوا له: ما نرى بيننا وبينك إلا متباعدا، وقد بقيت خصلة نحن نعرضها عليكم، فإن قبلتموها منا فهو خير لكم، وإن أبيتم فهو شر لكم، نعطيكم البلقاء وما والى أرضكم من سواد الأردن، وتنحوا عن بقية أرضنا وعن مدائننا، ونكتب عليكم كتابًا نسمي فيه خياركم وصلحاءكم، ونأخذ عهودكم ومواثيقكم على ألا تطلبوا من أرضنا غير ما صالحناكم عليه، وعليكم بأهل فارس فقاتلوهم، ونحن معكم نعينكم عليهم حتى تقتلوهم وتظهروا عليهم.

فقال معاذ: هذا الذي عرضتم علينا وتعطوناه كله في أيدينا ولو أعطيتمونا جميع ما في أيديكم مما لم نظهر عليه، ومنعتمونا خصلة من الخصال الثلاثة التي وصفت لكم ما فعلنا".

فغضبوا عند ذلك وقالوا: نتقرب إليك وتتباعد عنا؟ اذهب إلى أصحابك فوالله إنا لنرجو أن نفرقكم في الجبال غدًا، فقال معاذ: أما الجبال فلا، ولكن والله لتقتلنا عن آخرنا، أو لنخرجنكم من أرضكم أذلة وأنتم صاغرون" وانصرف

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 01:52 صـ
4 جمادى أول 1446 هـ 06 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:44
الشروق 06:13
الظهر 11:39
العصر 14:42
المغرب 17:04
العشاء 18:24