من فضائل الحج.... بقلم التميمي الحبال
علاء سحلول المصريين بالخارجكتب : التميمي الحبال
(وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بى شيئًا وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود) الحج ، وورد عن الصادق الأمين (الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) البخارى.
الحج ركن ركين من أركان الإسلام وقاعدة من قواعد الدين وضرورة من ضروريات الحياة التى لا بد منها لكل أمة تريد السعادة والنهوض والجد والسؤدد، والعزة والسلطان، شرعة الله لآداب سياسية عالية، وحكم اجتماعية راقية، ومعان روحية دقيقة، لا يفهمها من الناس إلا أرباب العقول السليمة، والأفكار الثاقبة والنظر البعيد، لأن الإنسان لو تأمل في هذه الدنيا على جمالها ورونقها وسحرها وفتنتها لوجدها كسوق قائمة وكل ما يجمعه الإنسان فيها من مال وكل ما يقتنيه من ربح، وكل ما يحصل عليه من متاع، إنما هو لورثته، وليس له من هذا إلا ما قدمت يداه، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره *ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) الزلزلة.
على أن فى الحج من المتعة الروحية واللذة الشخصية ما ينسى حلاوة المال وفخامة الغنى، وأى لذة بعد أن يجيب الإنسان ربه الذى خلقه وصوره فى أحسن تقويم، يخرج الإنسان من بيته وقد بذل ماله وراحته وفارق أهله وأولاده وزوجته وجيرانه وإخوانه ومحبيه، وترك بلده ووطنه قاصدا أشرف وأطهر بقعة لآداء فريضة الحج، يدفعه الشوق إلى عرفات ويجذبه الغرام إلى مني، لتكتحل عينه بمكة وآثاره والكعبة وأنوارها حيث هنالك الروح والريحان والأجر والغفران والرحمة والرضوان، حيث تشفى القلوب وتهنأ الأرواح ويستجاب الدعاء. وكيف لا تشفى قلوب شربت ماء زمزم المصطفى؟ وكيف لا تهنأ أرواح شهدت الديار والآثار المقدسة؟ وكيف لا يستجاب دعاء قوم امتزجت أنفاسهم بأنفاس الملائكة؟
اللهم إن هذا موقف له خطره وشأنه عند الله، وكيف لا وقد توافد إليه عباده المخلص ن من كل فج عميق، تراهم على كثرتهم قد تجمعوا فى مكان ضيق ناسين الأهل والولد والأموال والعقارات والعادات والتقاليد والراتب والمناصب والألقاب والأوسمة والنياشين وهم على ام ختلاف أجناسهم وأوطانهم وطبقاتهم ومنازلهم، ينتسبون إلى دين واحد، يقفون فى مكان واحد، يلبسون زيا واحدا، يهتفون بدعاء واحد لرب واحد (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) فلا ينصرفون إلا وقد سحت عليهم سحائب الرحمات وصب عليهم وابل الغفران وتحقق لهم كل أمل، وأستجيب لهم كل دعاء، ولله در القائل (محمد بن جميل زينو)
إلهى قد أتيت ملبيًا
فبارك إلهى حجتى ودعائيًا
قصدتك مضطرا وجئتك باكيًا
وحشاك ربى أن ترد بكائيا
كفانى فخرًا أننى لك عابد
فيا فرحتى إن صرت عبدًا مواليًا
إلهى فأنت الله لا شئ مثله
فأفعم فؤادى حكمة ومعانيا
أتيت بلازاد، وجودك مطعمى
وماخاب من يهفو لجودك ساعيًا
إليك إلهى قد حضرت مؤملًا
خلاص فؤادى من ذنوبى ملبيًا