×
17 شوال 1445
25 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

في غابة بولونيا بقلم دكتور / محمد حسن كامل

في غابة بولونيا بقلم دكتور / محمد حسن كامل
في غابة بولونيا بقلم دكتور / محمد حسن كامل

في غابة بولونيا حاول صاحبنا أن يكتشف عاصمة النور على الأقل بالقرب من البناية التي يقطن بها السيد ” محمود ” ولكن اول مشكلة واجهته هي وحدة العمارة الفرنسية , بولفار ” سوشيه ” مثل معظم شوارع باريس العريقة في الدائرة السادسة عشر , التطابق في وجهات العمارات , حتى النوافذ التي تطل منها أعناق الزهور , حتى البوبات الحديدية تتطابق مع بعضها تماماً , الشئ المختلف هو التماثيل الموجودة في الميادين أو تقاطع الشوراع بعضها بالبعض , الشجر الاخضر والزهور على جانبي الطريق , إشارات المرور وخطوط المشاة التي يحترمها الفرنسيون لدرجة أشبه بالتقديس . باريس معزوفة موسيقية رائعة , التناسب في كل شئ , الشوراع , الميادين , الألوان , الأحجام , الأناقة , العراقة التاريخ الناطق والجمال المتألق , نوتة موسيقية رائعة الجمال لا نشاز فيها , كان صاحبنا يتمنى زيارة وزير الإسكان و المجتمعات العمرانية زيارة تأمل وتدبر لهذه المدينة الساحرة التي يقصدها أكثر من سبعين مليون سائح سنوياً . صاحبنا كلما تقدم خطوة يحاول ان يرصد معالم الطريق حتى يدرك طريق العودة , ينظر ذات اليمين وذات الشمال ويرصد تمثالاً أو ميداناً . انتحى صاحبنا يساراً عند نهاية بولفار ” سوشيه ” حيث يقطنه الأثرياء من الفرنسيين وغيرهم من أصحاب المال والأعمال ليجد غابة كثيفة الأشجار والأغصان …اتجه نحوها وقد بدات عليه علامات الإجهاد فهو لم ينم الليلة الماضية حينما استقل سيارة في الليل من الإسكندرية إلى مطار القاهرة بصحبة صديقيه ” إبراهيم ونبيل ” ووالدته ووالده رحمهما الله . كان يوماً شديد الحرارة في مصر ولم يتوقع صاحبنا إنه أيضاً شديد الحرارة في باريس , كان الشاب يرتدي بدلة رومادية اللون مكونة من 3 قطع , بنطلون وجاكت وصديري وكرافتة أطبقت على رقبته كان يتصبب عرقاً من شدة الحر , بينما الفرنسيون ينامون على البساط الأخضر من الحشائش شبه عراة في هدوء لاينظرون لأحد ولا يتلصص عليهم أحد . بالتأكيد أصبح صاحبنا محط الأنظار , الكل ينظر إليه وفي نظراتهم سؤال واحد : من أي كوكب أتى إليهم هذا المخلوق ببدلته الصوفية الثلاثية وكرافته الرصاصية ؟ فُرجة مجانية لأهل الفرنجة الشبه عراه . تعب صاحبنا من كثرة السير فجلس على مقعد خشبي تحت شجرة ذات ظل ظليل يداعبها هواء عليل , بينما خرير الماء يداعب مسامعه من جدول صبي يفر عبر شلال يتساقط من بحيرة تتوسط الغابة . غلب النعاس صاحبنا وراح يغط في نوم عميق وكأنه ينام للمرة الأولى في حياته . واستيقظ صاحبنا على ضربة قوية من كرة في رأسه , وجاءه على حياء طفل برئ ذات السنوات الستة يعتذر له لأنه أيقظه من غفوته . نظر صاحبنا في ساعته …..التي تجاوزت السابعة . حسناً أعتقد أن محمود عاد من العمل وقرر الذهاب إليه . واخذ يسلك الطرق المتعرجة في قلب الغابة , غابات ” بولونيا الشهيرة في باريس ” تلك الغابة التي تقع في غرب باريس على بعد خطوات غير بعيدة من برج ايفل ومن جادة الشانزليزيه في باريس الدائرة السادسة عشر , تبلغ مساحتها حوالي ثمانية نصف كيلومتر مربع وهي أكبرمرتين ونصف من ” سنترال بارك ” في نيويورك ووأكبر 3و3 مرات من هايد بارك في لندن , تتوسطها بحيرة واسعة وسط تلك البحيرة جزيرة صغيرة يمكن الوصول إليها بقوارب خشبية حيث يعلو تلك الجزيرة مطعم ومقهى لعشاق الرومانسية بعيداً عن ضجيج الحياة . هذا المكان اصبح قبلة صاحبنا حيث ترافقه أوراقه وأقلامه وأفكاره وأحلامه ليكتب روائعه من أبحاث وأدب وقصص وفكر كتبها في حياته ,تحت أشجار الصنوبر والسروالتي تسافر في أعنان السماء , بينما تشدو الطيور ألحانها في روعة وجمال , أشجار الغابة متشابهة غير أن هناك علامات للخروج ولكن لأماكن مختلفة . ولم يدر صاحبنا أي مخرج يقصده للوصول إلى بيت السيد محمود الذي لم يلتق به في حياته وانما كان يحمل توصية من صديق له في مصر . كان عليه أن يسأل أحد المارة الذين أغلبهم يمارسون رياضة الجري أو السير …..بحث عن الخطاب الذي أرسله له والذي فيه العنوان فلم يجده ….لقد نساه مع سائق التاكسي الذي أقله من المطار إلى العنوان المكتوب . بدأ يتذكر أول مشاهد شاهدها في الغابة …..نعم ….نعم القوارب الصغيرة التي تصل للكازينو والمطعم في وسط الجزيرة . وجد عجوز تمارس رياضة الجري سألها عن مكان القوراب فقالت له عبارة طويلة لم يفهم منها شئ , أدركت العجوز أن جملتها لم تساعد الشاب فسارت معه إلى مكان القوارب , وفي الطريق تحدثت معه عن بلده وبالطبع من خلال بدلته ولهجته بالفرنسية أدركت انه أجنبي من بلاد الشرق , حدثها عن مصر التي كانت تعرفها أكثر منه من خلال المكتبة الفرنسية الزاخرة بالكتب التاريخية العظيمة التي لم يجدها في بلاده . أدركت العجوز أن صاحبنا فقد العنوان ولابد من مساعدته , حاول ان يتذكر الميدان الذي مرّ به والذي يتوسطه تمثال من البرونز لقائد فرنسي كبير ولكنه لم يعرف أسمه , أصطحبته السيدة للميدان والتمثال , وقف صاحبنا أمام التمثال ونظر عن يمينه ويساره وأدرك عليه أن يسير من تلك الناحية التي تنتهي بفندق مرتفع هو فندق ” الكونكورد ” الذي عرف الطريق إليه للقاء الأصدقاء فيما بعد وبالطبع من الاثرياء …..سارت السيدة معه في نفس الاتجاه , لمح صاحبنا اسم الشارع على يمين الطريق ” بولفار سوشيه ” تذكر هذا الاسم فقال للسيدة حسناً نحن أمام هذه البناية , انها العنوان المطلوب أشكرك سيدتي . أخرجت السيدة من حقيبتها مفتاحاً ووضعته في باب العمارة الحديدي , وقابلهما البيه البواب الذي قدمه لها ….هذا صديق من مصر جاء ظهر اليوم للسيد محمود , بينما التفت لصاحبنا قائلاً أُقدم لك زوجتي……!! ماذا حدث …..إنتظرونا في الحلقة القادمة دكتور / محمد حسن كامل

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 07:03 صـ
17 شوال 1445 هـ 25 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:44
الشروق 05:18
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:28
العشاء 19:51