في ذكرى أحداث 11 سبتمبر... الحادثة وقعت قبل هذا التاريخ بسنوات
علاء سحلول المصريين بالخارجكتب : د.أحمد سماحه
قبل نحو 19 عاما، وفى 11 سبتمبر 2001، تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لعدة هجمات إرهابية انتحارية، نفذتها عناصر من تنظيم القاعدة عن طريق اختطاف 4 طائرات مدنية،استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في واشنطن، ومزرعة في بنسلفانيا، ما أسفر عن مقتل 2977 شخصًا وإصابة 600 آخرين.
ومن العجيب أن هذا الحادث لم يكن الأول ولكنه مستقي من حادث سابق مماثل فسكان نيويورك لن ينسوا ذلك اليوم الذي اصطدمت فيه طائرة من قاذفات القنابل ببرج الامباير ستيت.
(توماس كالاجر) الذي ذكرنا بهذا الحادث المروع في (المختار - أغسطس 1957م) يقول : "شهدت نيويورك مشهدا مثيرًا ومرعبًا: طائرة عسكرية تقتحم أعلى بناء في العالم, يتساقط على اثرها عشرات القتلى والجرحى"
كان ذلك في صبيحة يوم السبت 28 من يوليو 1948 وكان الضباب كثيفا جدا حينما ارسل برج المراقبة من مطار لاجارديا بنيويورك تحذيرا واضحا (يتعذر علينا رؤية قمة مبنى الامبايرستيت) وتلقى هذا وليم سميث قائد قاذفة القنابل (ب - 25) وأفاد بتسلمه الاشارة وكان ذلك بعد مضي ساعة من مغادرته مطار بدفورد متوجهًا إلى نيويورك. ولكنه صمم على الاستمرار في طيرانه, وعلى بعد دقيقة واحدة من المطار (لاجارديا) انقطع اتصال الطائرة وفقدت وسط الضباب.
في نفس الوقت روع المشاة وهم يسمعون زئير الطائرة فوق رؤوسهم في حي روكفلر وهي حبيسة كالسجين وسط ابراج المباني.. ولم يجد الطيار بدًا من الاصطدام بالطابق التاسع والسبعين في أضخم ناطحة سحاب في العالم, وأحدثت شقًا مساحته خمسة أمتار ونصف المتر وأحدث الاصطدام صوتًا هائلًا يفوق صوت الرعد واصطبغ الجزء العلوي من المبنى بحمرة اللهب، وبلغ من شدة الوهج أن تبدد الضباب.
ذعر وهلع عبر عنه من شاهدو الحادث يشبه إلى حد كبير ما عبر عنه مشاهد حادث الحادي عشر من سبتمبر مع الفارق وإن كان ماحدث عام 1948 يعد تمرينا لما حدث في 11 من سبتمبر. نعود إلى استكمال المشهد كما رواه برج المراقبة حيث شاهد من فيه ألسنة اللهب تندفع منسابة على جانب المبنى إلى أعلى حتى وصلت إلى أعلى وخيمت في الجو سحب اللهب مختلطة بسحب من الغبار الكثيف.
وكان الطابق التاسع والسبعون أشبه بفرن قال عنه أحد رجال المطافئ: لم أجد في الطابق عندما وصلت إليه إلا أجساما وأشلاء من أجسام محترقة ولم أجد ما أفعله سوى أن أرمي الجثث بجوار بعضها على المناضد.
ويضيف: من حسن الحظ, ان الطائرة غاص مقدمها في مبنى الامباير ستيت فتناثر ما تحطم منها في حيز ضيق.. والحمد لله أنها لم تكن محملة بالأسلحة أو القنابل وإلا لتحول الأمر إلى كارثة وكان تحذير قد أطلق في نيويورك قبل عام 1948م ضد الأبراج العالية وضد الطيران فوق المدينة.. فهل عمل الأمريكيون بتحذير مضى عليه (54) عامًا خاصة بعد ماحدث في 11سبتمير2001م.