فضل الصداقة..... بقلم التميمي الحبال
علاء سحلول المصريين بالخارج(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة، ويقول الصادق عليه السلام (خير إخوانك الذى إذا نسيت ذكرك. وإذا ذكرك أعانك) البخارى ومسلم.
هذا هو السبيل لحل أى مشكلة من المشاكل المستعصية، والتى تعذر حلها على الإنسانية حتى اليوم، تلك هى مشكلة المشاكل (الصداقة) والصداقة فى الواقع مشكلة معقدة، ومعضلة غامضة، يرجع تعقيدها وغموضها إلى أن الناس مختلفين فى العناصر والأجناس، والغرائز والطباع، والمنازع والمشارب، والميول والأهواء والعواطف والعقول والنشأة والتعليم.
فقلما تجد فى الناس على كثرتهم شخصين متفقين فى جميع الشمائل والصفات.بل قلما تجد فى المجتمع الإنسانى على سعته شخصا واحدا كملت صفاته من جميع النواحى.لأننا إذا وجدنا الجواد الكريم، وجدناه إلى جانب ذلك مماطلا منانا، وإذا وجدنا الشجاع المقدام وجدناه مختالًا فخورًا.
وإذا وجدنا الصالح التقى وجدناه لينا ضعيفًا، وإذا وجدنا المعلم المثقف وجدناه خليعًا رقيعًا،هكذا لانطلب فضيلة من الفضائل فى إنسان ما، إلا وتشوبها رذيلة من النقائص والعيوب.لذلك شكى الناس ندرة الرجل الكامل، وقلة الصديق الوفى، لا فى هذا الزمن وحده، بل منذ عرفت الإنسانية نفسها وشكواها.
ندرة الرجال الكمل، وقلة الأصدقاء الأوفياء، حتى قال بعضهم (إن الرجل الكامل، والصديق الوفى يستحيل وجودهما في كل زمان ومكان).
ولست بمستبق أخًا لا تلومه
على شعث أى الرجال المهذب
أيقنت أن المستحيل ثلاثة
الغول والعنقاء والخل الوفى.
الحق كل الحق أن ذلك الصديق لم يعد موجودًا، ولن يوجد.وهذا هو الإمام الشافعى يوضح ذلك بقوله :
إنى حصبت أناسًا مالهم عددًا
وكنت أحسب أنى قد ملأت يدى
فلما بلوت إخوانى وجدتهموا
كالدهر فى الغدر لم يبقوا على أحد
إن غبت عنهم فشر الناس يشتمنى
وإن مرضت فخير الناس لم يعد
ومن من لم تصبه المصائب والنوائب من أعز أصدقائه، وأقرب خلانه، إن الإنسان منا لا يزال فى سلامة وعافية، حتى يصادق ويعاشر، فإذا تم له ذلك جاءته المصائب من حيث لا يحتسب وكان حظه من المصائب والنائبات بقدر ما له من أصدقاء وخلان، فقد يصطفى الإنسان لنفسه صديقًا حميمًا يهبه قلبه، ويمنحه حبه، ويشركه فى وقته وعمله، ويطلعه على كل خفى ومكنون، وما أن يعلم ذلك حتى يتلمس منه أية غفلة ويطعنه من الخلف.
احذر عدوك مرة واحذر من صديقك ألف مرة، فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضره .
وهل ساءنى إلا الذين عرفتهم
جزى الله كل من لم أعرف.
التميمي الحبال