عقدة المقارنة مع الآخرين بين الأسباب والحلول ..... بقلم محسن طاحون
المقارنة مع الآخرين آفة من آفات هذا الزمن .. وباب من أبواب المشاكل التي تضر بحياتنا .. قد تفسد إنسان أوتغرق أسرة في كربه ومشاكل قد تقضي عليها.
وهنا من المهم أن ندرك أن الله قد خلقنا مختلفين وكل منا له قدراته وإمكانيات الخاصة التي كتبها الله له ومنحه مواهب قد لا تتوافر لغيره ولكل منا أيضا تجاربه المختلفة عن الآخرين ..ولكن البعض يشعر أنه أقل شأنا من الآخرين .. أولديه حالة من عدم الرضا بحاله ويفتقد للقناعة والثقة بالنفس لذا تجده ينظر لغيره ويقارن نفسه بالآخرين بل ويتشبه بهم ويسلوك سلوكهم بدلا من أن يركز على نفسه ويتعرف على مواطن الضعف والقوة عنده لتطوير نفسه ليكون قادر على تحقيق أماله وطموحاته بطريقة سويه.
فنرى شاب ينظر لغيره ويتطلع لما عند غيره وينتهج اساليب غير سويه ليحاكي غيره وهنا قد يحدث الانحراف الذي يعصف بمستقبله وحياته .. والشواهد كثيرة.
ونجد سيدة تتطلع لجارتها أوصديقاتها أوزميلاتها وتثقل كاهل زوجها بطلبات قد تفوق إمكانياته فتدفعه لأن يسلوك طرقاً غير سويه لإشباع طلباتها فيتورط في ديون ومشاكل لا حصر لها قد تعصف بإستقرارالأسرة أوتقضي على إستمرارها أوتعرضه للوقوع تحت طائلة القانون فيفقد حريته .. والشواهد كثيرة ..
وهذا رجل أخذته الدنيا وأغراه المال وبات يتطلع لما عند غيره ويهيم على وجهه طارقاً كل الأبواب المشروعة وغيرها للوصول إلى ما عند غيره ضارباً عرض الحائط بكل المعنويات والمباديء والاصول .. المهم عنده أن يتفوق على فلان ويصبح افضل منه مالا وجاها وسلطانا ..
وقد يعقد أحد الوالدين مقارنة بين أي من أولادهم مع أقرانهم سواء من الاقارب أوالآخرين في البيت أوالحي أوالمدرسة غير مدركين كم يظلمون أولادهم ويحبطونهم بهذه المقارنات الغبية التي قد تدمرهم نفسياً ولا تفيدهم في حياتهم..
وسواء كنت زوج أومدير أومعلم أوقائد فمن الخطأ البين أن تعقد مقارنات بين من ترعاهم بحكم مركزك وبين غيرهم لإنك تزرع بينهم الحسد والكره والبغض دون أن تشعر .. وتفسد أواصرالعلاقات بينهم .. وتؤذيهم نفسياً.
وللمقارنة مع الآخرين أضراراً كثيرة منها تكريس الإفتقار إلى الثقة بالنفس الذي يؤدي إلى الإحباط والشعور بالدونية.وانعدام السلام الداخلي والطمأنينة النفسية لكثرة ماتعده من مميزات وماتحصيه من محاسن عند الآخرين وتظن أنك تفتقده والإحساس بالمرارة والخيبة لإعتقادك أنك لن تكون في مستوى الآخرين وسيطرة الأفكار السلبية التي تجعلك لاترى مهاراتك وقدراتك، ونقاط قوتك وظهور مشاعر سلبية اتجاه الآخرين .
وقد يظهر الحسد والحقد بدل الإعجاب والإنبهار كرد فعل للمقارنة مع الآخرين ، وللعجز عن تحقيق الأهداف والمشاريع مثلهم.
وللتخلص من مقارنة أنفسنا بالآخرين يتعين علينا أن نعي من نحن وقيمة ما نحن عليه.. ونقوي الثقة بأنفسنا .. وأن نتحلى بالقناعة والرضى ونركزعلى إمكاناتنا ومهاراتنا ومواهبنا وقيمنا، وان نعيد الاتصال مع أنفسنا، وان نكون على بينة من هدفنا الحقيقي حتى ننجز ونطور من أنفسنا بطرق مشروعة ونحقق طوحاتنا.
ويتعين علينا أن نتذكر دائما أن الهدف ليس أن تكون أفضل من الآخرين ولكن لترى ما يمكنك القيام به اليوم أفضل من الأمس..
واحمد الله تعالى على النعم التي أسداها لك وركز على قيمك الجوهرية وعلى ماهوضروري بالنسبة لك لإعادة حبك لذاتك وثقتك بنفسك..واشغل نفسك بنفسك واستثمر فيها للوصول إلى أهدافك وتعيش سعيدًا.
محسن طاحون
