رامي علم الدين يكتب : أردوغان والتجارة بالإيغور
علاء سحلول المصريين بالخارجطائفة "الايغور" وتعني الإتحاد والتضامن باللغة الأويغورية، هم عبارة عن أقلية عرقية تنتمي عرقيًا وثقافيًا إلى المنطقة العامة لوسط وشرق آسيا، يُعرف الأويغور على أنهم مواطنين في منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم في جمهورية الصين الشعبية،تُعتبر هذه الأقلية واحدة من بين 55 أقلية عرقية معترف بها رسميًا في الصين.
في أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949، ومنذ ذلك الحين، يتهم الإيغور السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم، بينما تقول الصين إن ميليشيات الإيغور تشن حملة عنف تشمل التآمر للقيام بعمليات تفجير وتخريب وعصيان مدني من أجل إعلان دولة مستقلة.
ذكرت صحيفة هآرتس في تصريح صحفي لها "إن اليهود يدافعون عن المسلمين الايغور المضطهدين في الصين أكثر مما يفعله قادة المسلمين"، وقالت صحيفة ”صنداي تلجراف“ البريطانية إن تركيا التي قدّمت الملاذ الآمن للمسلمين الإيغور المهاجرين من بطش الاضطهاد الصيني في بلادهم تعمل الآن على إعادتهم إلى بكين عن طريق طرف ثالث وسيط "طاجكستان" ، وتحت عنوان: ”كيف تقوم تركيا بإعادة المسلمين الإيغور إلى الصين دون أن تحنث بوعدها ؟“
كشفت الصحيفة البريطانية الخديعة التركية الكبرى التي لجأ إليها النظام التركي وأردوغان في إعادة هؤلاء الإيغور إلى الصين مرة أخرى، وأشارت إلى أن تركيا استقبلت ما يقرب من 50 ألف لاجئ من المسلمين الإيغور على أراضيها وتمتع هؤلاء بحياة مستقرة تحت قيادة أردوغان الذي صوّر نفسه على أنه ”حامي المسلمين“ ولقب نفسه "بالخليفة" في جميع أنحاء العالم.
تركيا وفرت لهم أيضا الساحة التي يمكن من خلالها أن يكشفوا للعالم المجزرة التي يقوم بها الصينيون ضد المسلمين الإيغور، حيث يتكدّس أكثر من 1.5 مليون مسلم صيني في معسكرات داخل الدولة، ومضت تقول: ”ولكن في الوقت الذي ترفض فيه تركيا إعادة المسلمين الإيغور إلى الصين مرة أخرى، فإنها تقوم بإرسال بعضهم إلى دولة ثالثة مثل طاجكستان، ومن هناك سيكون من الأسهل بالنسبة للسلطات الصينية تأمين عودتهم مرة أخرى إلى بكين“.
وتساءلت الصحيفة: ”لماذا يتواطأ الأتراك في هذا الأمر؟ الإجابة هي الأموال، وضمان إستمرار الإستثمارات الصينية في تركيا“، ونقلت الصحيفة عن ”إيسلان أنيوار“، أحد أبرز النشطاء الإيغور، قوله إن بكين تضغط بشدة على السلطات التركية، كي تخفف من الترويج لمعاناة الإيغور في المعسكرات التي يقيمون فيها داخل الصين، وإنه يعتقد أن هناك جواسيس داخل هذه المعسكرات.
وقالت الصحيفة، إن السلطات الصينية أطلعتها على وثائق تشير إلى أن المطلوب تسليمهم من الإيغور هم من المشتبه في انتمائهم لجماعات إرهابية، وفي الوقت الذي سافر فيه بالفعل المئات من الإيغور إلى سوريا للإنضمام إلى جماعات الإيغور الجهادية هناك، إلا أن طلبات التسليم تركّز في الأساس على هويتهم فقط، وقالت الصحيفة، إن ”عشرات الإيغور قضوا شهوراً في مراكز الإعتقال والاحتجاز في عدة مناطق داخل تركيا، دون توجيه أي اتهامات لهم، نتيجة للمطالب القضائية الصينية.
لاشك أن "الايغور" هم الطرف الخاسر حال تحسنت العلاقات التركية الصينية، فإن الإيغور ماذالوا ورقة ضغط سياسي في أيدي أردوغان التلويح بها كلما لزم الأمر في وجه المارد الصيني، فهو يتاجر بكل شئ، ويتأمر باسم الدين من أجل أهداف وأطماع خاصة، يتحرك بكل خبث وخسة وندالة لإثارة الاضطرابات، لا أظن أن الصين ستكون صبورة طول الوقت حال الاستفزاز المبالغ فيه من الأطراف الأخرى، تركيا لا تقوى على مقارعة الصين مباشرة، ولا أظن أن أردوغان سيتحلى بشجاعة الدفاع عن "الايغور" والصمود طويلاً خاصة أنه يواجه موجة غاضبة داخلياً من المنشقين داخل حزبه، والانتخابات البلدية التركية كانت جرس إنذار مبكر لم هو قادم بشأن مستقبل أردوغان في تركيا، بعد تورط تركيا في المزيد من النزاعات خارج حدودها، سواء سوريا، اليمن، النيجر، ليبيا، اليونان، وفتح جبهات عداء مع فرنسا في تحدي صارخ لحلف الناتو رجل أوروبا المريض.