تسعون عامًا سعودية موحدة .. تحديات كبيرة تواجة المملكة

تقرير: علاء حلمي 

تحتفل المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر من كل عام بالعيد الوطنى، الذي يوافق توحيد المملكة العربية  السعودية بعد أن كانت مقسمة إلي مناطق كثيرة، فقد تمكن  الملك المؤسس "عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود" بعد صراع دام لأكثر من 30 عامًا أن يوحد المملكة المترامية الأطراف تحت راية التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله" .

وتواجه المملكة العربية السعودية العديد من التحديات الكبري التى كانت نتاج لدورها القائد في المنطقة، ومنها التصدي للمحاولات التى تقوم بها إيران والهلال الشيعي للسيطرة علي المنطقة، بالإضافة للأطماع التركية في قيادة المنطقة، الأمر الذي معه جعل الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يطرحوا أفكاراً عديده ومختلفة تشبه ثورة حقيقية علي كل ما هو قديم محاولين بذلك تحقيق آمال وطموحات الشعب السعودي وتحقيق النماء والرخاء في كافة أرجاء المملكة. 

قررت جريدة المصريين بالخارج أن تركز علي بعض هذة التحديات والدور الفريد الذي تبناه الأمير محمد بن سلمان لقيادة قطار التنمية السعودى.

⁦⁦▪️⁩تجاوز السيطرة النفطية على اقتصاد المملكة ورؤية 2030 الطموحة

بدأت المملكة العربية السعودية إنتاج النفط عام 1938، وهي من أكبر الدولة المصدرة للنفط في العالم رغم المنافسة الروسية والأمريكية. بدأت أول موجة تحديثية كبيرة في المملكة عام 1973، عندما ارتفع سعر النفط بشكل حاد وأتاحة الإمكانيات المالية الكبيرة تحديثًا سريعا غير أن الانخفاض المفاجئ لأسعار النفط في التسعينيات أدى إلى حدوث بعض الأزمات والتخوفات، وكثيراً ما فكرت القيادة السعودية في إدخال عناصر أخرى لدعم الاقتصاد لتصبح مع الوقت أعمدة رئيسية بجانب النفط دون أن يتخذ في هذا الإطار قرارات حاسمة.

 لكن الأمير محمد بن سلمان قرر البدء في تنفيذ ما سمى رؤية 2030 التي أُعلن عنها في  25 أبريل 2016، والتي تقوم على إيجاد بديل للنفط على المدى الطويل.

ومن أبرز تلك المشروعات الاقتصادية الطموحة التي ترتكز عليها رؤية 2030 مشروع "نيوم" الهائل الذي يمتد بين المملكة والأردن ومصر ويقوم على السياحة بشكل أساسي، إلى جانب طرح أسهم شركة أرامكو في البورصة العالمية.

سعت المملكة العربية السعودية لتنويع مصادر دخلها، فقد ذكرت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية، أن السعودية قررت اللجوء إلى صناعة الترفيه لتكون بوابة إلى تحسين الوضع الاقتصادي وبالفعل استطاعت المملكة أن تدشن العديد من الفنادق والمطارات بالإضافة إلي هيئة الترفية التى لفتت إنتباة العالم، لكى تعود الرياض مرة أخري واجهه لكل قاصد.

⁦▪️⁩⁩تجديد الخطاب الديني والانفتاح علي المجتمع

90 عامًا تشهد علي قوة الدولة السعودية التى جعلها الله قبلة لكل المسلمين لأداء الحج والعمرة وهي في هذا الشأن تقوم بدور عظيم لخدمة ضيوف الرحمن، فأولت الدولة السعودية إهتمامًا كبير بتوسيع الحرم علي مدار العقود الماضية بشكل كبير ما سهل علي المعتمرين و الحجاج والمصلين التنقل بسهولة داخل أروقة الحرم ومناسك الحج والعمرة.

مع تولي الملك سلمان حكم بلاد الحرمين الشريفين، اهتم ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بمحاولة تجديد الخطاب الديني ، ليبدأ عصر جديد من الانفتاح، فسمح للمرأة بقيادة السيارات واختفت الفتاوى التي تحرم هذا الأمر، كما افتتحت دور السينما والمسارح، وسمح للسيدات بدخول الأندية الرياضية، وأقيمت  العديد من الحفلات الموسيقية، وأقيمت بعض العروض في الدرعية نفسها مهد الدعوة الوهابية، وبدأ دور المرأة السعودية في المشهد المجتمعي يتعاظم.

⁩ ⁦▪️⁩محاولات يائسة من إيران تجاه المملكة العربية السعودية 

تعتبر إيران بمخطاطتها من محاولة نشر المذهب الشيعي أحد أهم التحديات التى تواجه المملكة في عقدها التاسع، فسيطرة إيران علي بعض العواصم العربية كصنعاء، دمشق، بغداد وبيروت.... وهو مادفع المملكة للدفاع عن أمنها القومي فقد سيطرة المملكة علي زمام الأمور مع جماعة الحوثيين وصد كل مايهدد أمنها على الحد الجنوبي رغم بعض المحاولات السابقة من إيران في زعزعه استقرار المنطقة ومنها ماقد حدث في هجمات أرامكو والذي أثر بشكل أو بآخر علي ضخ النفط السعودى، لكن الجيش السعودى وقيادة التحالف العربي تحقق إنتصارًا كبيراً علي أرض الواقع. كما أن إعلان الرياض التى تبنته الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية كان له أثر عظيم في محالات إنهاء هذا الصراع.

وعلي الجانب السوري والذي يمثل تحدي صعب للمملكة، تحاول الرياض أن تواجة التدخل الإيرانى بشكل مختلف ومحاولات لإبعاد الإدارة التركية الطامعة فهذا الملف الشائك يمثل تحدى آخر تواجهه المملكة.⁩

⁦▪️⁩تعاون سعودي روسي يظهر انفتاح كبير

يمر اليوم 9 عقود منذ إعلان توحيد المملكة وأصبحت التحديات مختلفة تماماً في ظل متغيرات علي الساحة العالمية ورغم متانة العلاقات السعودية الأمريكية إلا أن الإدارة السعوديه قررت الإنفتاح علي العالم بشكل مختلف وبشكل متوازن فتطورت العلاقات السعودية الروسية بصورة ملفتة الأمر الذي معه قامت المملكة بإبرام صفقة أسلحة متطورة من الدب الروسي وتوقيع إتفاقية تعاون عسكري تقني بقيمة 3.5 مليار دولار، في إطار صفقة أوسع بقيمة 20 مليار دولار وزيارة الملك سلمان لموسكو وكانت هذة الصفقة بمثابة إعلان ملكى بالانفتاح علي العالم بشكل يحمى المصالح السعودية.

⁦▪️⁩⁦ فرص نجاح المملكة كبيرة للغاية

يتمتع الأمير محمد بن سلمان بشعبية كبيرة وواسعة بين الأوساط السياسية العالمية كما يتمتع بقوة القرار ودقة التنفيذ، ورؤية مستقبلية واعدة بشكل علمى ومعرفي، كل هذة المقومات ستقود الأمير لأن يكون مصلحا كبيرًا وقائدًا للتغير في المملكة العربية السعودية، ووضع السعودية في المكان الذي يليق بها عالمياً، يعتقد الكثير بأن النجاح الإقتصادي هو من يقود لهذه النهايات لكن تركيز الملك سلمان وولي العهد علي إصلاح الداخل السعودى يجعل من النجاح بنيان واضح الملامح وأن النجاح حتمي لهذة التجربة الرائد حفظ الله المملكة وحكامها وشعبها العظيم وأرضها الطاهرة.