×
11 شوال 1445
19 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

اتقوا الله في حضارة مصر وهويتها

اتقوا الله في حضارة مصر وهويتها
اتقوا الله في حضارة مصر وهويتها

كتب : د.زكي السيد 

 فى الحقيقه لا أجد من الكلمات ما أبدأ به سطورى وانا ارقب جليا انهيارا تاما للذوق العام المصرى وطمسا متعمدا لهويته ورونقه الفكرى..

-مما لاشك فيه أن كلا من الفن والمجتمع يربطهما محركا واحدا يستنبطان دورهما الأساسي من خلاله الا وهو "الفرد " 

-فالفن بطبيعته وسيله للحوار الحسي بين كافة أطياف المجتمع ، والذى يستطيع من خلاله الفرد ان يبث رسائل مفهومه لكل أصناف البشريه ، دون أن تقف أمامه عثرات أو حواجز تعيقه كحواجز الزمان والمكان ، فضلا عن ذلك فإن الفن بطبيعته رساله وليده مرتبطه بحركات الفرداليوميه ،تجدها تارة فى حركاته بالمأكل والمشرب، وتارة أخرى تجدها فى علاقاته مع شركائه داخل المجتمع ، إلا أنها تختلف محورها حسب النهج والسلوك النابع من الفرد ذاته ،فقد يتبلور هذا السلوك فى شكل من أشكال الابداع الحسي وذاك هو الفن المعنى محور الإشكالية التى نحن بصددها.

-واذا كان المجتمع بطبيعته " نظاماشبه مغلقا" تشكله مجموعة من الناس، بحيث أن معظم التفاعلات والتأثيرات تتأتي من أفراد من نفس المجموعة البشرية، فإن علاقات الأفراد تلك هى فى حد ذاتها فنا تنظمه ظروف الحال وطبيعة تلك العلاقات...

..بناء على ما سبق لا نجد غضاضة اذا جزمنا يقينا بالمد الايجابى لدور الفن فى التأثير على المجتمعات " فإذا أردت أن تقيس قيمة مجتمع ما فانظر إلى فنه"..

-ولما كانت الفنون بطبيعتها تتعدد وتختلف فيما بينها، إلا أن مايهمنا فى هذا السياق هو ذاك النوع من الفن الذى يحدث الأثر الاكبر فى التأثير النفسي على كيان الفرد وفكره وينعكس بدوره على رقى وتقدم المجتمع ألا وهو " الفن المرئى والمسموع". 

وهنا يبرز تساؤلا هاما تتبلور حوله ماهيه العرض وهو " هل تلعب القوى الناعمه " الفنون" دورا هاما فى تشكيل هوية الفكر المجتمعى ؟"...

ان الاجابه على هذا التساؤل تبرز جليا عند الوقوف على طبيعة الهدف الذى تقره الأعمال الفنيه ،فمما لا شك فيه أن احد أهم أهدافها، هو تسليط الضوء على قضايا المجتمع وما فيه من مشكلات تحتاج إلى دراسة وتوعية لأن تسليط الضوء عليها وكشف خباياها والتعرف الى أبرز نتائجها ومعرفة إفرازاتها وتجنبها يحقق مصلحة مجتمعيه عليا. 

وإزاء هذا الدور الهام للقوى الناعمه فى فرض الهويه المجتمعيه، يجب الاشاره إن هذا الدور محوره الأساسي طبيعة ما يقدم من أعمال، فطبيعة العمل ذاته تلعب الدور الأبرز فى تشكيل الفكر المجتمعى ايجابا و سلبا ، ولا اعنى قطعا بطبيعة العمل هنا فكرة العمل فحسب ، بل المحتوى العام للعمل بدء من فكرة العمل مرورا بصناعه وجميع القائمين عليه؛ وتباعا بالدور المنوط بالدولة فى توفير المناخ الخصب، من أدوات وإجراءات تسهم فى تقديم فكرة راقيه من خلال عمل مميز يعود بالايجاب مستقبلا على المجتمع ، ولنا فى قطاع الإنتاج المصرى نموذجا يحتذى به. 

 وإزاء البحث حيال الدور الذى تلعبه الفنون فى بذر الهويه والإطار الفكرى والقيمى المجتمعى ، يجدر بنا الأمر أن نقف برهة امام ....قول "حطان ابن المعلى" :

وانما اولادنا بيننا.. اكبادنا تمشي على الارض.

لو هبت الريح على بعضهم.. لأمتنعت عينى من الغمض.

- كلمات مأثوره تحمل بين طياتها عظم المكانه التى يشغلها النشأ فى المجتمع ، بل تكاد تكون حقيقة ضربت بجذورها أرض الواقع لما تمثله مكانة النشأ ،فهو طفل اليوم ورجل الغد وصانع أطر المستقبل..

-لاشك أنه فى ظل مسيرة الرخاء والتنمية التى يسوس دفتها فخامة الرئيس العظيم "عبد الفتاح السيسي" للمضى بنا قدما نحو آفاق جديده تواكب ركب الرقى والتقدم العالمى ، الأمر الذى يتحتم معه تضافر جميع الجهود لكافة مؤسسات وقطاعات الدوله للوصول بنا الى الهدف المنشود. 

- وفى ظل تلك الجهود الرائده للوصول إلى مجتمعا مثاليا على كافة الاصعده السياسيه والاقتصادية والاجتماعيه ، نجد من هم دون المستوى بذات الركب ، يحاولون بشتى الطرق إفساد ما تم بذره من محاولات للتنميه والارتقاء المجتمعى ، عامدين إلى بث سمومهم فى أروقة الفكر المجتمعى المصرى. 

- ما من شك مطلقا ، أن الفن هو البوابة الاولى للمتلقى ، و التى تنتقل بأفاقه حول العالم نحو البحث عن ثقافات جديده ، فهو بمثابة الموجه الاول للفكر المجتمعى. 

-بيد أن ماتستحوذ عليه فرائض الفن واداراته من اهتماما مجتمعيا ، قد اضحى الشاغل الاول لقياس المد الفكرى على الصعيد المحلى والدولى ، ولما لا وهى تمثل كبرى قضايا تعزيز السلوك لدى النشأ سواء بالإيجاب أو السلب خاصة إذا ما تضمن المحتوى المعروض ما يؤثر حقا على تشكيل الهوه الفكريه لهذه الفئه من الأشخاص..

- ولعل أخطر انواع الفنون ووسائلها، هو ذاك النوع الداعى إلى انحطاط القيم والتدنى الخلقى و الداعم الاول لانحراف سلوك النشأ وتعزيز سمات العنف لديه. 

- ولاشك أنه فى ظل وتيرة التقدم التكنولوجي التى تحياها البشريه ، من خلال الشبكات الدوليه للمعلومات والاتصالات ، قد فتح الباب على مصراعيه للتلفزيون ليحتل مكانة هامة فى المجتمع ، لما له من آثار ايجابيه و سلبيه على المتلقى خاصة فئة الأطفال ، حيث يمثل المعلم الأول للمحاكاه لدى هذا الفصيل ، من خلال فكرة التعلم بالملاحظه. 

- فى الحقيقه أن مادفعنا لغزل هذه السطور ، هو بيان الاثرالهام لدور الفن فى تشكيل المد الفكرى للنشأ وتعزيزه ناحية الإيجاب ، وهو ما افتقدناه جليا فى المحتوى الفنى المقدم فى الفترات الاخيره ، و التى تتعارض تماما مع نهج الدوله الرائد فى المضى قدما نحو سبل التنميه والرخاء والتى تشهدها مصرنا الحبيبه فى ظل قيادة حكيمة واعيه.

-ولعل السبب فى ذلك ، هو عدم قدرة القائمين على المنظومه الفنيه من ادارتها بالشكل الامثل والمطلوب والذى يتوائم مع ذات النهج المشار إليه سلفا ، اما لعدم وجود الآليات والكوادر الفكريه التى تساير ذات النهج أو لضعف قدرة المجابهه لديهم امام تيار الفضائيات الخاصه والذى القى بشباكه على المنظومة ككل. 

ولعل فيما خرجت به علينا المنظومات الإنتاجيه الخاصه الفاشله من محاولات دنسه لتشويه صورة الواقع المصرى ، مايستوجب ويسترعى الانتباه حيث دق ناقوس الخطر وبشده ، فلم تقف دراما الاسفاف والابتذال عند حد انهيار مضمون وجودة المحتوى الدرامى على شاكلة ماقدمه صناع "البرنس " من الدعوه لقطع الأرحام وانتشار زنا المحارم و غيرها من الأمور الدنسه التى تخالف شرائع الله وأعراف المجتمع وقيمه ، بل باتت الدراما المصريه أيضا حقلا خصبا لانتشار الأفات الضاله التى لاهوية لها ولا نسق ، والتى جعلت منها مواقع التواصل الاجتماعى ملاذا لصناع الدراما المصريه من جهات الانتاج الفاشله والتى يعنيها فى المقام الأول تحقيق المكاسب الماديه دونما النظر مطلقا لهويه أو حضارة. 

 مما لاشك فيه ، أن الدراما التلفزيونيه كانت ولازالت ناقوس الابداع والفكر الراقى الذى يشكل هوية المجتمع نحو الريادة والتقدم ومنعه من السقوط فى براثن الهاويه ...

والحقيقة المؤسفه التى لا جدال فيها ان واقعنا الدرامى قد تحول برمته من كونه عاملا إيجابيا فى الارتقاء بالذوق العام للمجتمع إلى مجرد عاملا حفازا مساعدا لانهيار وانحدار القيم والمبادئ المجتمعيه، يؤكد تلك الحقيقه ما أصاب الدراما المصريه من وهن تام ، فبعد أن تبوأت الدراما المصريه القمه والريادة فى حقبتى الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم حتى أطلق علي تلك الفتره " العصر الذهبى الدراما،إذ بها تسقط فى براثن الهاويه لا منجد لها ولا ناصر ، فقد تحولت الفكره الإيجابية والغرض الأسمى للثقافه الدرامية إلى مجرد باعث للجريمه ، ولما لا وقد أجمعت الدلالات والإحصائيات التى تم حصرها مؤخرا على تزايد معدل الجريمه فى الآونة الأخيرة مقارنه بما كانت عليه فى نهايات القرن الماضى ، وحقيقة لا يمكن إنكارها ان الباعث الأول على ارتكاب مثل تلك الجرائم مرجعه ما تشهده شاشات التلفاز والفضائيات من اسفافات وابتذالات وألفاظ خادشة للحياء تفرض قهرا على جموع المصريين لانها تدخل إليهم من الباب الكبير والذى كان دائما مصدرا إيجابيا للثقافة والتسليه " التلفزيون ". 

وإزاء حديثنا عن عظم العصر الذهبى للدراما ، لابد أن ننوه عن المقومات التى حدت به الى تلك المكانه؛ فلقد اجتمعت كافة الأسس التى جعلت منه عصر ريادة الدراما ، فكانت الدوله بدورها العظيم تدعم الفن من خلال قطاع الإنتاج الذى لعب دورا بارزا فى الارتقاء بالفكر الدرامى - وهنا نخص بالذكر العظيم الراحل " ممدوح الليثى" الذى ساهم بدوره مع قطاع الإنتاج فى اخراج باقه من ألمع وأعظم المسلسلات الدراميه ولنا فى ذلك دلالات " ليالى الحلميه، الشهد والدموع ، بوابة الحلوانى ، ذئاب الجبل؛ المال والبنون؛ الوسيه ؛ السيره الهلاليه.." وغيرها من العلامات المضيئة فى تاريخنا الدرامى ، فضلا عن ذلك كان هناك من صناع الدراما اساطيرا حفروا اسمائهم بحروف من نور لأنهم حرصوا كل الحرص على تقديم ما يليق بعظم تاريخهم الفنى ولنا أيضا فيهم دلالات " احمد عبد العزيز ؛ محمد صبحى ،عبد الله غيث، صلاح السعدني، يحى الفخرانى ، طارق دسوقى ، صلاح قابيل ، محمد الدفراوى؛ احمد ماهر ، جمال عبد الناصر ، ممدوح عبد العليم ، كمال أبو ريه، مجدى صبحى ، عادل أنور، عبد الله محمود، عفاف شعيب، فاديه عبد الغنى ..." وغيرهم من نجوم ورموز زمن الفن الجميل الذين أثروا الحياه الفنيه بباقه من اجمل المسلسلات الدرامية التى ساهمت وبحق فى الارتقاء بالفكر والثقافه المجتمعيه.. 

 الساده القائمون على صناعة الدراما المصريه ...

 اتقوا الله فى مصر وهويتها وحضارتها ، مصر كانت دائما درة الشرق العربى فى الفنون ، لاتجعلوا منها أضحوكة الأمم ، لاتعبثوا بمقدراتها وارثها العظيم، اعيدوا (قطاع الإنتاج وصوت القاهره ومدينةالانتاج الاعلامى) لانتشال الفن المصرى من بوتقة العبث التى خلفها الشراذم ، والا فلن يرحمكم التاريخ ولن يغفر لكم هذه الوصمه التى باتت تلطخ جبين مصر. 

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 03:59 مـ
11 شوال 1445 هـ 19 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:52
الشروق 05:24
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:46