يخافون من العيب..ولايخافون من الحرام.....بقلم الإعلامية شيرين عبدالجواد
خالد الخليصى المصريين بالخارجنردد دائمًا كلمتي العيب والحرام دون أن ندقق في المعنى لكليهما، فمالفرق بين العيب والحرام؟
العيب: مرفوض بسبب عادات المجتمع الذي نعيش فيه.
الحرام : مرفوض من الدين الذي نعتنقه.
نحن نخاف أن نحيد عن عادات مجتمعنا حتى لا نُعْتبر متمردين علي العادات التي لا تناسبنا، وما كان عيبًا في الماضي أصبح أمرًا عاديًا اليوم ، وأصبحنا أسرى لهذه العيوب.
إن أغلب العيوب في المجتمع ما هي إلا عادات قديمة تمسك بها من قبلنا ، حتي أصبحت مساوية للحرام في نظرنا، فأصبح الكثير منا يراعي رضا الناس أكثر مما يراعي رضا الله سبحانه وتعالي، وصار الناس يخافون معايب وهمية ليست عيبًا في الحقيقة في شرع الله ولافي نظر العقلاء، ونتيجة لهذه الآفة فقد انتشر النفاق الاجتماعي في أغلب حياتنا ، فنري الكثير منا يقصد من العمل ما يليق بمستواه الاجتماعي وما يتقبله منه الناس علي حساب عدم مشروعيته في بعض الأحيان.
ومن الملاحظ أن بعض المجتمعات لديها العيب يأخذ أهمية أكبر من الدين وأحكامه، فقد يكون العيب ذوقًا أو مروءة، أو في بلد دون بلد ، أو زمن دون زمن. ومن أمثلة ذلك تعويد الطفل علي عدم ممارسة الأعمال المهنية البسيطة تحت ثقافة العيب و التقاليد ، وقد أدي ذلك إل بعد معظم شبابنا عن مزاولة المهن البسيطة وواجه المجتمع نقصًا خطيرًا في الأيدي العاملة للمهن الحرفية، أضف إلى ذلك أمثلة كثيرة في الزواج و الاختيار وشكل الفرح والمدعوين ، وأيضًا سرادقات العزاء والإكراميات المغلفة كرشوة.
إن الأسباب الحقيقية لثقافة العيب والتمسك بالتقاليد الاجتماعية لدي شعوبنا العربية ، تعود إلى تفشي الجهل و غياب الوعي الثقافي وضعف الوازع الديني. إن طبيعة المجتمع و أساليب التنشئة السائدة فيه وما يرتبط به من أمثال شعبية تجعل من العيب قوة أكبر من الدين في التحريم. و حيث أن أغلب شبابنا يواجه مشكلات في حياته العملية نتيجة للخوف من العيب وليس الحرام.
لذا فإني أدعو كل قرائي الأعزاء إلى مشاركتي علي الخاص في أي مشاكل واجهتهم في حياتهم نتيجة لهذا الخلط بين العيب والحرام ، حتى نتمكن من معالجة هذه المواقف والمشاكل مع المجتمع حتى تصبح حياتنا طبيعية ومتماشية مع كل تعاليم الأديان السماوية.
شيرين عبدالجواد ـ نيويورك