تخيل أنك وُلدت سنة 1900 م
علاء سحلول المصريين بالخارجبقلم : د.أحمد شريف
ربما ظروفنا ليست بهذا السوء..لكن تخيل أنك وُلدتَ في عام ١٩٠٠
في عيد ميلادك الرابع عشر، تبدأ الحرب العالمية الأولى، وتنتهي في عيد ميلادك الثامن عشر. ٢٢ مليون شخصًا يموتون في تلك الحرب قد تكون أنت أحدهم.
في وقت لاحق من ذلك العام، تضرب جائحة الإنفلونزا الاإسبانية الكوكب وتستمر حتى عيد ميلادك العشرين. في هذين العامين يموت ٥٠ مليون شخص قد تكون أنت أحدهم.
في عيد ميلادك التاسع والعشرين، يبدأ الكساد العظيم. تصل البطالة إلى ٢٥٪، وينخفض الناتج الإجمالي العالمي بنسبة ٢٧٪، ويستمر ذلك حتى تبلغ من العمر ٣٣ عاماً، الولايات المتحدة توشك على الانهيار ومعها الاقتصاد العالمي ويطرد الناس من أعمالهم ويجوعون ويفقدون بيوتهم وقد تكون أنت أحدهم.
ما بين عيدَي ميلادك التاسع والثلاثين والخامس والأربعين تنشب الحرب العالمية الثانية ويموت ٧٥ مليون شخص في الحرب وقد تكون أنت أحدهم.
انتظر لأن في هذه الأثناء، وحتى عامك الأربعين، أصاب وباء الجدري ٣٠ مليون شخص في العالم وقد تكون أنت أحدهم.
وفي سن الخمسين تبدأ الحرب الكورية، ويهلك ٥ ملايين إنسان وقد تكون أنت أحدهم.
ومنذ ولادتك حتى سن الخامسة والخمسين كانت المجتمعات تعيش الخوف من مرض شلل الأطفال والكوليرا والملاريا والجدري وحمى التيفوئيد ، فتشاهد أصدقاءك وأصدقاء عائلتك يصابون بالشلل أو الموت بسببه أو قد تكون أنت أحدهم.
في سن الخامسة والخمسين تبدأ حرب فيتنام، ولا تنتهي لمدة ٢٠ عاماً يموت فيها ٤ ملايين إنسان قد تكون أنت أحدهم.
وفي أثناء الحرب الباردة تعيش كل يوم خوفاً من الإبادة النووية.
أرجوك ...فكر في كل من ولد على هذا الكوكب عام ١٩٠٠. كيف تحملوا كل ذلك؟!
آباؤك وأجدادك طُلب منهم احتمال جميع ما سبق، أما أنت فكُل ما طُلب منك أن تجلس في بيتك على أريكتك وسط أسرتك حتي يظهر دواء أو لقاح فالحمد لله على نعمة ٢٠٢٠.